الثلاثاء، 3 سبتمبر 2013

الشكل النهائي للتدخل المحتمل في سوريا دراسة تحليلية

بسم الله الرحمن الرحيم

مركز الثورة العربية للاستشارات العسكرية

الشكل النهائي للتدخل المحتمل في سوريا

دراسة تحليلية

في ضوء المتغيرات الدولية واختلاف وجهات النظر بين الدول الكبرى وإنقسام العالم الى مؤيد للرد العقابي للنظام السوري ومعارض وأخر يعول على مجلس الامن ، وضعنا تحليلاً عمليا لاستنتاج شكل التدخل النهائي على النظام الحاكم في سوريا .
الموقف الدولي

اولا- أعلن الرئيس الامريكي بأنه أتخذ قراراً بالضربة العسكرية المحدودة رداً على استخدام النظام العوامل الكيمياوية السامة والمحظورة دولياً وقدم قانوناً يجيز الضربة الى الكونغرس الامريكي، ومن المتوقع مناقشة هذا القانون في التاسع من ايلول الحالي. وارسلالجيش الامريكي طراداً بحريا لينظم الطرادات الخمسة العاملة في البحر المتوسط والمزودة بصواريخ توما هوك فضلاً عن انتشار حاملات طائرات وقطع بحرية في الخليج العربي

ثانيا- أنسحاب الحكومة البريطانية من الائتلاف على أثر تصويت مجلس العموم لغير صالح الضربة. ولكنها ستبقى مؤيدة للأجراءات العقابية بحق النظام ودعم الجهود السياسية لمحاسبته.

ثالثا- الحكومة الفرنسية تؤيد الموقف الامريكي وتشارك بالضربة المتوقعة وهي بأنتظار موافقة الكونغرس وتبلور موقف الادارة الامريكية.

رابعا- المانيا لاتؤيد الضربة ولاتشارك فيها الا وفق موافقة مجلس الامن على العمل العسكري

خامسا- روسيا والصين تقفان ضد الضربة وتعرقلان اصدار قرار دولي يتيح ذلك. ولكنهما لا يشاركان بحرب من اجل النظام، فيما اعلنت روسيا عن انسحاب سفينة الامداد من طرطوس عند تصاعد الموقف وتعليق صفقات الاسلحة الروسية للنظام.

سادسا- الدول العربية في اغلبيتها تؤيد الضربة ومعاقبة النظام ولكن ليس لديها القدرة على المشاركة عسكريا.

سابعا- اسرائيل تؤيد الضربة على مخازن الاسلحة الكيمياوية ووسائل الايصال الصواريخ والطائرات حتى لاتقع بيد الثوار، ولكنها تريد استمرار الحرب الدائرة لانهاك الاطراف كافة وعدم صعود القوى الاسلامية لسدة الحكم .

ثامنا- تركيا تدعم بقوة الضربة وأبدت أستعدادها للمشاركة بأي ائتلاف دولي لاسقاط النظام.

تاسعا- ايران تقف بقوة مع النظام وتقدم كل اشكال الدعم لبقاءه بأعتباره ركناً اساسياً في المشروع الايراني التوسعي في المنطقة. ويقف حلفاء ايران في حكومة بغداد وحزب الله الموقف ذاته.
موقف النظام

اولا- النظام مستمر بسياسته العدوانية ولكنه ضعيف على الجبهات كافة وقواته تعاني الانهاك .

ثانيا- يتوقع النظام حدوث الضربة وعمل على المناورة وأنتشار وأخفاء قواته وتهيئة الخطط والمقرات والمواصلات البديلة .

ثالثا- يتوقع النظام ان تكون الضربة محدودة غير مؤثرة بالشكل الذي يسهل اسقاط النظام.
موقف الثورة
اولا غياب الاستراتيجية والرؤية الموحدة لقوى وتشكيلات الثورة قبل وأثناء وبعد الضربة.

ثانيا- فقدان القيادة الموحدة التي من واجبها توحيد وتوجيه الجهود كافة من اجل تحرير المدن واسقاط النظام، الجهد حاليا مبعثر مع غياب التخطيط السليم وفق المعطيات على الأرض.

ثالثا- من نقاط القوة هو تأييد غالبية الشعب السوري والعربي للأهداف المشروعة للثورة.

رابعا- مازالت قوة الثوار غير متكافئة ماديا مع قوات النظام، وبحاجة الى اسلحة نوعية ودعم مادي مسيطر عليه.

خامسا- أصابة الثوار والشعب بالاحباط من الموقف الدولي من ممارسات النظام العدوانية واستخدام الاسلحة المحرمة.
التحليل

اولا- نرجح وقوع الضربة الامريكية وحصول موافقة الكونغرس لاسيما وان الادارة وغالبية اعضاء الكونغرس يعدون استخدام السلاح الكيمياوي تهديدا للأمن القومي الامريكي ولأمن الكيان الصهيوني.

ثانيا- نعتقد قيام امريكا واوربا بالعمل السياسي بعد الضربة لحظر الاسلحة الكيمياوية السورية ووضع الية لنزعها وتجنب سقوطها بيد الثوار .

ثالثا- سيكون العمل العسكري محدود الاهداف وسوف يقتصرعلى الوحدات الكيمياوية والصاروخية والمقرات التي شاركت بالضربة الكيمياوية على الغوطتين يوم 21 أب أوغسطس الماضي.

رابعا- التدخل المحتمل سيكون ذات نتائج وتأثيرات محدودة ما لم يستثمر الثوار حالة الارتباك الحاصلة بين صفوف قوات النظام خلال وبعد الضربة واستلام زمام المبادرة. وبخلاف ذلك سيخرج النظام منها قوياً وهو أكثر دموية ووحشية.

خامسا- ينبغي ان تكون هناك استراتيجية دولية وعربية واضحة لدعم الثورة وإجبار النظام على الاستسلام وتسليم السلطة الى الشعب.

سادسا- لانتوقع مشاركة الدول العربية في اي تدخل عسكري محتمل لانها غير مؤهلة عسكريا وسياسيا وبسبب فقدان الامة الى مشروع سياسي وعسكري وامني موحد.

سابعا- دعم الثورة بالاسلحة النوعية للدفاع عن الشعب من ممارسات النظام سيكون الحل الامثل ان كانت هناك استراتيجية واضحة لقوى الثورة.

ثامنا- ان لم يقوم المجتمع الدولي والعالم العربي والاسلامي بردع النظام فأنه سوف يستمر بسياسة القتل والابادة والأنتقام واستخدام ترسانته الكيمياوية دون الاكتراث لأحد.
تاسعا- ستكون ردود فعل حلفاء النظام كأيران وحزب الله وحكومة المالكي والمليشيات الطائفية على الضربة محدودة خشية من ردود الافعال وستكتفي بالتصريحات والتهديدات الفارغة.

2أيلول 2013 م
مركز الثورة العربية للاستشارات العسكرية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق