بسم الله الرحمن الرحيم
مركز الثورة العربية للأستشارات العسكرية
وضوح ووحدة الهدف في الثورات العربية...والأقتتال الداخلي بين الفصائل
الفريق الركن صباح العجيلي
* وضوح ووحدة الهدف يعد المرتكز الاساس للعمل الثوري والجهادي
* هدف الثورات العربية هو تحرير الشعوب من الأنظمة الحاكمة المستبدة.
* الاقتتال الداخلي بين القوى والفصائل يعد أخطر ما تواجهه الثورات ويصب في مصلحة النظام
يشكل
الهدف الواضح المرتكز الاساس للعمل الثوري والسياسي والعسكري والجهادي
وتنظيمه وتوجيهه بالاتجاه الحاسم والسليم، وتبنى في ضوءه أستراتيجيات
الثورات وخطط العمل وتوحيد وتنظيم الجهود وتسخيرها وفق رؤية محددة لتحقيق
غايات الشعوب بالتحرر من العبودية والقهر والظلم.
ومن اولويات أهداف
الثورات التي ينبغي أن يجري الاتفاق والتوافق عليها بين قوى الثورة
وأذرعها السياسية والجهادية والمسلحة هو تحرير وأنقاذ الشعوب وأنهاء
الأنظمة الحاكمة المستبدة والديكتاتورية وإعادة السلطة الى حكم الشعب الذي
سيقرر بعد نجاح الثورة شكل السلطة الجديدة.
وهدف الثورة الرئيسي
يترجم الى غايات وواجبات تنفذها أذرع الثورة السياسية والعسكرية وحسب
تسلسلاتها دون تقاطع وخلافات وإجتهاد، وهذه المهمة في مجملها تعني توزيع
المسؤوليات والمهام على الجميع.
ووحدة الهدف ووضوحه والاتفاق عليه
يعني الخطة الموحدة والجهد المنظم والموجه ووحدة القيادة والبناء النفسي
والمعنوي السليم للثوار ورسوخ الإيمان بعدالة القضية ويؤمن التعاون
والتنسيق بين الجميع لبلوغ الثورة مراحلها الدقيقة.
وأشد مايهدد
الثورات أنحراف بعض قوى الثورة عن أهداف الثورة الرئيسية وفق رؤية وأجندات
سياسية وحزبية وفئوية و شخصية ، مما يشكل نقطة ضعف كبيرة تؤدي الى الانقسام
ووقوع الخلافات الشديدة وأحتمال المواجهات المسلحة والتي تصب في صالح
النظام وتعطي رسالة خاطئة للشعب داخليا و للرأي العام الدولي وبالتالي
سيتأكل الدعم والتأييد المحلي والعالمي للثورة.
ومن غير المستبعد
قيام الأجهزة المخابراتية للنظام وحلفائه من أختراق الثورات لزرع الفتنة
وتحويل الثورة الى صراع خطير وأقتتال داخلي وتصويب البنادق الى صدور الثوار
بدلاً من الدفاع عن المدن و التصدي ومعاقبة عناصر قوات النظام التي ترتكب
المجازر بحق الابرياء من أبناء الشعب . كما ستضخم الاجهزة الاعلامية مايدور
أمام الرأي العام الوطني والاقليمي والدولي وسينعت الثوار بأقسى الصفات
والنعوت.
وهذا بالفعل ما يحدث في الساحة السورية بالوقت الراهن
الذي يشهد أحتقان بين بعض قوى الثورة وأذرعها العسكرية، وللأسف باتت
التشكيلات تخشى بعضها البعض فيما تركت الحبل للمليشيات الطائفية ترتكب
المجازر في النبك السورية على سبيل المثال لا الحصر. وشهدت الساحة كذلك
قيام مقاتلوا جبهات معينة بأقتحام وأحتلال مقرات تشكيلات أخرى بالقوة
وأعتقال وطرد المجاهدين وأخوان السلاح دون أي مبررات تذكر بينما الواجب
يتطلب أقتحام وتحرير مقرات ومواضع قوات النظام
أن ظاهرة الاقتتال
الداخلي ستأكل من جرف الثورة وقواها لصالح النظام وأستمرارية بقائه وينبغي
تظافر الجهود المخلصة لوضع حد لهذه التصرفات والبدأ بمرحلة جديدة من العمل
الثوري الموحد لأنتزاع المبادرة من النظام والتحضير لمعارك الحسم الكبرى.
والله الموفق
10 ديسمبر/ كانون الاول 2013
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق