الجمعة، 10 يناير 2014

ذنوب الثورات أخوف عليهم من عدوهم

                                       بسم الله الرحمن الرحيم

مركز الثورة العربية للأستشارات العسكرية

ذنوب الثورات أخوف عليهم من عدوهم


أستنبطت عنوان هذه الورقة من توصية الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه الى جيوش الفتح الاسلامي التي كتب الله تعالى النصر والفتح على سواعد وتضحيات رجالها المؤمنين الشجعان. لقد كان سيدنا عمر(رض) يستغرب من تأخير الفتح والظفر ويردد ( أن ذنوب الجيش أخوف عليهم من عدوهم وإنما ينصر المسلمون بمعصية عدوهم لله وطاعتهم هم لله ولولا ذلك لم تكن لنا بهم قوة فعددنا ليس كعددهم وعدتنا ليست كعدتهم).

من البديهيات الاساسية في الثورة تفوق الانظمة المستبدة وأجهزتها القمعية مادياً بيد أن التفوق المعنوي الذي يستند الى البناء العقائدي سيكون في صالح الثوار أصحاب القضية العادلة.

ذنوب ومعاصي الأنظمة الحاكمة لاتحصى في أظطهاد وقمع وأساءة التعامل مع الشعوب وأغراق البلاد بالفساد والحكم بالحديد والنار وأستلاب الحريات وهذه الممارسات كافية لانطلاق ثورة الشعوب على طريق التحريروتحقيق السيادة والاستقلال والخلاص من التبعية للأجنبي.

تقاوم الانظمة وعناصر الدولة العميقة من رجال سياسة مخضرمين وأمن وعساكر ومافيات المال والاقتصاد والاعلام الثورات بالوسائل كافة ولكن ارادة الشعوب ستنتصر في نهاية المطاف مهما طال امد الثورة.

قد يتأخرأنتصار الثورات لعوامل عدة خارجية وداخلية أهمها ذنوب الثورات ورجالاتها وقياداتها و التي تضعف الثورة من داخلها وتحرفها عن مسيرتها وتبعدها عن أهدافها. وسنعرج على بعض ممارسات الثوارات المرصودة في ثوراتنا العربية حرصاً منا على سلامتها ونجاح الثوار في شق طريق النصر بأقل التضحيات وبأسرع وقت ممكن :

اولا- الفرقة وعدم توحيد الجهد وتشتت الكلمة وهنا يكمن سبب ضعف الثورات وأبتعادها عن الحسم .

ثانيا- غياب وحدة القيادة مما يؤدي الى عدم توحد الجهد وتوجيهه نحو الأتجاه السليم للثورة.

ثالثا- أنعدام الثقة بين الفصائل المجاهدة والتوجس من الاخرين مما ينعكس سلباً على التعاون والتنسيق في القاطع الواحد.

رابعا- ظاهرة أمراء الحرب حيث تستغل الثورة من قبل بعض القيادات غير المؤمنة اصلا بمبادئ الثورة لتحقيق مكاسب ذاتية وفئوية.

خامسا- فقدان الحاضنة الشعبية بسبب التعسف بمعاملة الشعب والإساءة المتعمدة له مما يتسبب في نفور الحاضنة وتفضيلها الأبقاء على الحاكم القديم بالرغم من مساوئه.

سادسا- الأحتراب والاقتتال الداخلي بين الفصائل لمختلف الاسباب وهذا سيدمر الثورة ويحرفها عن مسارها الصحيح ويصب في صالح النظام.

سابعا- الأختراق الامني للثوار والفصائل من قبل الأجهزة الامنية للنظام والمخابرات الاجنبية وتخريبها من الداخل.

ثامنا- غياب المشروع الموحد للثورة وعدم الاتفاق على شكل ونهج الحكم في مرحلة مابعد نجاح الثورة وسقوط الحاكم.

تاسعا- أبتعاد التفكير عن الاهداف الاستراتيجية الحاكمة والتي تعجل في حسم الثورة والركون الى السكون والحراسات وتنفيذ الفعاليات المحدودة.

عاشرا- التبعية في القرارات الى الدول والجهات الداعمة والالتزام بأجندة خارجية تريد تسيير الثورة وفق مصالحها وسياساتها.

10 يناير / كانون الثاني 2014 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق