بسم الله الرحمن الرحيم
مركز الثورة العربية لأستشارات العسكرية
الثورة السورية وحرب الأنفاق
* الأبداع والتطوير بالأساليب لمواجهة الألة الحربية
* اخفاء التنقلات والتحركات ومباغتة النظام
* الأنفاق المتفجرة في حلب ووادي الضيف
من بديهيات العلم العسكري أن لكل سلاح هناك سلاح مضاد وأن هناك أساليب إيجابية وسلبية وطرق وقاية للتقليل من تأثيرات الأسلحة على الاشخاص والمنشاءات. وفي الحروب والصراعات الداخلية تلجأ الاطراف المتنازعة للأبداع وتطوير الوسائل والاساليب للتقليل من تأثيرات الاسلحة المعادية وحماية الثوار والسكان المحليين.
استخدام الأنفاق والغوص في الارض أسلوب قديم للأختفاء من الرصد الجوي والبري وأخفاء التحركات والتنقلات والتقليل من تأثيرات الاسلحة المباشرة لاسيما الطائرات الحربية والصواريخ والمدفعية .
أستخدمت الأنفاق في حرب تحرير فيتنام من الاحتلال الامريكي حيث أستطاع ثوار (الفيتكونغ ) مفاجئة الأمريكيين بأسلوب جديد في الحرب ، أذ أستطاع الجنرال الفيتنامي (جياب) تطوير هذا الاسلوب بحفر أنفاق تمتد مئات الكيلومترات من فيتنام الشمالية حتى الجنوبية لتصل الى القواعد الامريكية ومباغتتها وألحقت بها أفدح الخسائر.
وتستخدم الأنفاق على نطاق واسع في غزة لأخفاء التنقلات والتحركات والنشاطات من الرصد الجوي الصهيوني والتقليل من تأثير غارات الطائرات والصواريخ والمدفعية المعادية. كما تستخدم ايضا بين غزة والاراضي المصرية لنقل المواد والبضائع للتخفيف عن الحصار المفروض عليها.
الأنفاق في الثورة السورية
واجهت الثورة السورية ترسانة النظام من الاسلحة من الطائرات والصواريخ والمدفعية والبراميل المتفجرة والسلاح الكيمياوي وشهدت المدن الثائرة حصارات قاسية وسياسة تجويع وأبادة حقيقية، لذلك كان لزاما على الثوار الابداع وتطوير أنماط وأساليب قتال وتكتيكات جديدة لستر التنقلات والوصول الى قوات النظام ومباغتتها والتقليل من تأثيرات اسلحة النظام وحماية الثوار والسكان المحليين..
وأستخدمت الانفاق على نطاق واسع في الغوطة الشرقية وجوبر وحرستا وبرزة والمليحة والغوطة الغربية وداريا ودرعا وحلب وحمص ودير الزور وادلب.
لقد أستخدمت الانفاق لاخفاء الحركة والتنقل للاشخاص والاسلحة والمعدات والمواد بين الاحياء ومباغتة حواجز ومواقع النظام والظهور بالقرب منها او خلفها.
لقد أضاف الثوار أستخداما جديدا للأنفاق حيث جرى حفر انفاق للوصول الى حواجز ومعسكرات ومن ثم زرعها بالمتفجرات ليتم تفجيرها أسفل تلك المواقع وإيقاع اشد الخسائر بها. وهذا الاسلوب طبق في أحياء حلب القديمة في شهر فبراير 2014 بعملية استهدفت فندق الكارلتون الذي تتمركز فيه قوات النظام. وبعدها توالت العمليات التي أستهدفت مواقع قوات النظام وسط المدينة في(ثكنة هنانو) ومبنى القصر العدلي والغرفة الصناعية .
وتشكل عملية نسف حواجز في وادي الضيف في محافظة أدلب في 15 / 5/ 2014 أهمية كبيرة ونموذجا جديدا باستخدام الانفاق المتفجرة التي تزلزل الارض تحت أقدام الطغاة، حيث جرى حفر خندق بطول 860 متر ومن ثم تعبئته بالمتفجرات وتفجيرها أسفل حواجزالنظام في تلة السوادي وبيت الأزوط والحاق بها افدح الخسائر البشرية والمادية فضلا عن التأثيرات المعنوية والنفسية لعناصر النظام.
أستخدامات الأنفاق في الثورات المسلحة
اولا- أخفاء تنقلات وتحركات الثوار من الرصد الجوي والارضي لقوات النظام
ثانيا- خزن ونقل الاسلحة والاعتدة بين مواقع الثوار.
ثالثا- وصول الثوار الى مواقع النظام المهمة ومباغتتها
رابعا- تستخدم الانفاق لاغراض مراكز القيادة والسيطرة والاتصالات
خامسا- تؤمن حماية الثوار والسكان المحليين من تأثيرات الاسلحة المعادية الجوية والبرية .
سادسا- تستخدم لأنفتاح المراكز الطبية ومواقع الاخلاء .
سابعا- تدمير حواجز ومواقع النظام من خلال أستخدام الأنفاق المتفجرة
ثامنا- خزن المواد التموينية لاعاشة الثوار والسكان وتجنب أتلافها بنيران النظام
تاسعا- استخدام الأنفاق لاخفاء اي فعاليات وأنشطة صناعية .
شكلت علمية استخدام الانفاق والظهور على حواجز ومواقع النظام وتفجير الأنفاق تهديدا جدياً ومباغتا لقوات النظام التي أنتشر الخوف والذعر بين صفوفها مما أظطر الى فرز عناصر للتفتيش على الأنفاق ومحاولة الحصول على أجهزة للكشف عنها.
وحفر الخنادق عملية تحتاج جهدا ووقتا مع أخفاء وكتمان العمل لتجنب كشفه من قبل النظام وأستخدامه بشكل مضاد.
وفي الختام تبقى الحاجة الى الأبداع في الوسائل والاساليب ضرورة ملحة للثورة وتحدي جدي أمام الفصائل لاجل مواجهة الألة الحربية الغاشمة للنظام والتعسف باستخدام القوة وسياسات التجويع والإبادة
التي يمارسها بشراسة وحقد. والارادة الصلبة للمقاتلين وتصميم الشعب السوري
على نيل حريته واستقلاله كفيل بدحر عدوان النظام وحلفائه.
18 مايس 2014
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق