الخميس، 26 يونيو 2014

أنهيار جيش المالكي أمام ضربات الثوار

بسم الله الرحمن الرحيم 

مركز الثورة العربية للاستشارات العسكرية 

أنهيار جيش المالكي أمام ضربات الثوار 

أسس الجيش الحالي عام 2004 على أثر قيام الاحتلال الامريكي بحل وتفكيك الجيش الشرعي وتدمير أسلحته ومعداته وثكناته بعد مسيرة يمتد تاريخها الى تأسيسه في السادس من كانون الثاني عام 1921 . 

 أشرف على تشكيل وتدريب وتسليح الجيش الجديد قوات الأحتلال الامريكي  حسب الولاءات والمعايير الطائفية والعنصرية ،وقد أصدر الحاكم الامريكي بريمر قراراً بدمج المليشيات في هذا الجيش ومنحت الرتب العسكرية بصورة كيفية دون أستحقاق ومؤهلات. 
أراد الأحتلال والحكومات المتعاقبة ان يكون هذا الكيان جيش سلطة وحزب حاكم وأداة قمع للشعب العراقي ومقاومته الباسلة. لذلك أنحصرت مهام هذه القوات بواجبات الأمن الداخلي وأنتشرت عناصر هذا الجيش على الحواجز والسيطرات في المدن والقصبات وأنغمست التشكيلات بمهام قمع ومطاردة وأعتقال وتعذيب المواطنيين الابرياء وأبتزازهم. 
وبعد مايقارب عشرة اعوام على تشكيل هذا الكيان وتدريبه وتسليحه وصرف الاموال الطائلة من أموال الشعب، أنهارت الوحدات وهرب عناصرها في اول منازلة حقيقية ومباشرة مع الثوار في مدينة الموصل بعد معركة أستنزاف مستمرة في قاطع الانبار والفلوجة الباسلة منذ بداية عام 2014. 

حيث أنهارت ثلاثة فرق من قيادة عمليات نينوى (الفرقة الثانية والثالثة وفرقة شرطة أتحادية فضلا عن عناصر الشرطة الاتحادية البالغ عديدهم 22 الف شرطي) بكافة قياداتها وهيئات ركنها وضباطها ومراتبها الذي يقدر عديدهم ب 52 الف عنصر خلال ثلاثة أيام  أمام المئات من الرجال الشجعان المؤمنين أصحاب الارادات القوية على الرغم من التفوق العددي والمادي الكبير وترسانة الاسلحة التي تمتلكها تلك القوات. 

  أن أسباب الانهيار تراكمية بدأت منذ اليوم الاول من تشكيل هذا الكيان المشوه على أيدي قوات الاحتلال الأمريكي بقيادات غير كفؤة وفاسدة وغير مخلصة للوطن وعندما تولى  نوري المالكي زعيم حزب طائفي ومتهم بقضايا ارهاب دولي منصب القائد العام للقوات المسلحة وعندما تتولى شخصيات غير نزيهة وغير مهنية منصب وزير الدفاع. 
بعد هذه المقدمة نعرج على خلفية وأسباب أنهيار قوات الجيش الحكومي في الموصل وصلاح الدين والانبار و بقية القواطع على الرغم من التفوق العددي والمادي : 

اولا- قيادات عسكرية غير كفؤة مهنياً ولائها  للحزب الحاكم والطائفة وأنعدام الولاء للعراق المستقل والموحد. جرى تعيين القيادات العسكرية من قبل  المالكي بصيغة وكالة المنصب دون الرجوع الى البرلمان للمصادقة. 

ثانيا- عدم وجود عقيدة عسكرية وطنية واضحة للجيش الجديد يجري بموجبها بناء وتنظيم وتدريب وتسليح قوات الجيش الجديد. 

ثالثا-  انتماء الافراد ضباطاً ومراتباً للجيش الحكومي تم وفق معايير طائفية ومناطقية ومصلحية، وبإرادة قتال ومعنويات ضعيفة.  

رابعا-  دمج المليشيات بالجيش الجديد ومنحت لهم الرتب العسكرية دون أستحقاق ومؤهلات. ولاء تلك العناصرالمجرمة لأحزابها وطوائفها بالأساس وتتستر على اعمال التطهير الطائفي والقتل والتهجير الممنهج لعناصر المليشيات لاعتبارات طائفية بحتة. 

خامسا- أنتشار الفساد بين قيادات وضباط هذا الكيان بدأً من وزارة الدفاع ومكتب القائد العام وعقد صفقات الأسلحة المشبوهة نزولاً الى أمري الوحدات والتشكيلات وبيع الاسلحة والاعتدة والمعدات والوقود والارزاق والأستحواذ على رواتب الجنود مما انعكس سلباً على الاداء وأنعدام الثقة بين افراد هذا الجيش. 

سادسا- أنعدام الضبط والسياقات العسكرية الصحيحة، والوحدات تقترب من توصيف وأداء المليشيات. 

سابعا-  عدم وجود عقيدة تدريب واضحة تنبع من العقيدة العسكرية، وتناوب على تدريب تلك القوات الامريكية وبعثة الناتو وكذلك المدربين العراقيين. 

سابعا- زج الجيش من قبل السياسيين بمعركة خاسرة مع ابناء الشعب المطالبين بحقوقهم الوطنية من السلطة المتعسفة.لذلك فان الجندي الحكومي مهزوما نفسيا قبل وقوع المعركة ولاتوجد قضية عادلة يقاتل الجندي من أجلها. 

ثامنا-  بسالة وأقدام  الثوار الشجعان وإيمانهم العميق بعدالة قضيتهم والإبداع في الخطط وأتباع اساليب القتال غير التقليدية وغير المتماثلة على الرغم من التفوق  المادي الواضح للقوات الحكومية . كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بأذن الله 

تاسعا- أستنزاف القوات الحكومية في قاطع الانبار والفلوجة منذ مطلع العام الحالي والحاق خسائر مادية وبشرية بين صفوفها فضلاً عن أزدياد عدد الهاربين من وحدات الجيش الذي تجاوز 13 الف جندي هارب، كان العامل الاساس في أنهيار القوات الحكومية في بقية القواطع وضعف ارادة عناصرها على القتال والمواجهة.   

التوصيات 
اولا أدامة زخم العمليات في القواطع كافة حتى أنجاز التحرير النهائي وعدم أفساح المجال للقوات المعتدية من التقاط النفس واستعادة المبادرة. 
ثانيا-  توجيه النداءات الى عناصر الجيش الحكومي وذويهم لترك ساحة المعركة وعدم خوض معركة خاسرة لصالح المالكي وحزبه. 
ثالثا- أعادة بناء المؤسسة العسكرية العراقية بعد التحرير وفق معايير الكفاءة والمواطنة الحقيقية والولاء للوطن والأمة. 

26 حزيران 2014  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق