الاثنين، 26 أغسطس 2013

تداعيات الضربة الكيمياوية على الغوطة الشرقية



بسم الله الرحمن الرحيم

مركز الثورة العربية للأسثشارات العسكرية

تداعيات الضربة الكيمياوية على الغوطة الشرقية

تعد العوامل الكيمياوية احد اسلحة الدمار الشامل المحرمة دوليا ويشكل استخدامها جريمة ضد الانسانية من وجهة نظر القانون الدولي يعاقب مرتكبوها كأنظمة واشخاصبأشد العقوبات.
واستخدام النظام السوري للسارين غاز الاعصاب على احياء الغوطة الشرقية له دلالات وتداعيات ينبغي الوقوف عندها كجريمة متكاملة الأركان اوقعت اصابات بين صفوف المدنيين الأبرياء وبمقدمتهم الأطفال بلغت  1700 شهيد والاف الاصابات.
تناقلت الاطراف الدولية  فرضيات لتحديد الجهة التي تقف وراء استخدام السلاح الكيمياوي على احياء الغوطة الشرقية والغربية :
الاولى قيام النظام بتوجيه الضربة الكيمياوية أما الفرضية الثانية تنسب ذلك الفعل الى تشكيلات الثورة العسكرية فيما يذهب طرف اخر الى توجيه الاتهام الى طرف ثالث لخلط الاوراق.
1-              فرضية قيام النظام بتوجيه الضربة الكيمياوية، ونرجح تلك الحقيقة للأسباب الأتية:
أ‌-                  أمتلاك النظام ترسانة من الاسلحة الكيمياوية وبالذات غاز الاعصاب.
ب‌-    للنظام القدرة الفنيةعلى خزن العوامل الكيمياوية في مستودعات  ومخازن خاصة تتوفر فيه شروط السلامة المهنية.
ت‌-            يمتلك النظام وسائل إيصال واطلاق العوامل الكيمياوية  كالطائرات والمدفعية والصواريخ.
ث‌-    لدى النظام جهات اختصاصية مخولة بالخزن والاستخدام والتصنيع والتطوير اهمها الصنف الكيمياوي في الجيش الذي يتألف من كتائب كيمياوية وكتيبة البحوث الكيمياوية .
ج‌-     ضعف رد الفعل الدولي والعربي على سياسة القتل والدمار التي ينتهجها النظام وكذلك توفر الغطاء السياسي والمادي والفني الروسي والايراني .
ح‌-    النظام يعيش حالة من اليأس لاسيما بعد معركة الساحل التي باغتت النظام ونجاح المجاهدين في توجيه ضربة قوية للمعقل الرئيسي لنظام الاسد .
خ‌-     يتوخى النظام خلط الاوراق والقاء المسؤولية على عاتق تشكيلات الثورة في الوقت الذي تتواجد فيه البعثة الدولية للتقصي عن استخدام السلاح الكيمياوي في خان العسل.
د‌-     أستخدم النظام سابقا العوامل الكيمياوية بشكل محدود في خان العسل والبياضية والخالدية دون رد فعل دولي يذكر .

2-  تشير المعلومات الى أن أسباب توجيه النظام لهذه الضربة تعود الى رد الفعل على معركة الساحل السوري وتهديد المعقل الرئيسي للنظام ورداً على تعرض موكب رئيس النظام في دمشق صبيحة عيد الفطر المبارك . كما تشير التقارير ان القرار بتوجيه الضربة جاء على اثر ورود معلومات تتحدث عن حشود للمجاهدين في الغوطة تستهدف اهدافاً حيوية في العاصمة. وتحليلنا بصدد هذه الجريمة هو حراجة الموقف العسكري والسياسي والاقتصادي للنظام ولردع المجاهدين وثنيهم من تهديد رأس النظام ومؤسساته الامنية والعسكرية، لاسيما وان النظام غير قادر على الحسم العسكري بالرغم من الوعود التي يطلقها بقرب القضاء على الثورة.
3- تروج بعض الاطراف المؤيدة للنظام روسيا وايران والصين فرضية قيام تشكيلات الثورة باستخدام غاز الاعصاب في الغوطة ، وعند تحليل المعطيات المتوفرة نستبعد هذه الفرضية للاسباب الاتية:
أ‌- عدم توفر الامكانية العلمية والتصنيعية للثوار لتصنيع وخزن واستخدام العوامل الكيمياوية السامة.
ب‌-      لايعقل استخدام المجاهدين السلاح الكيمياوي على البيئة الحاضنة للثورة في احياء الغوطة الشرقية والغربية فضلا عن تواجد عناصر الثورة وعوائلهم في المناطق المضروبة.
ت‌-      عدم أمتلاك الثوار وسائل اطلاق وايصال الاسلحة الكيمياوية مثل الطيران والمدفعية والصواريخ.

4-   الخيارات المفتوحة للتعامل مع النظام
رد الفعل الدولي والعربي على هذه الجريمة مايزال دون المستوى المطلوب وانشغل العالم باطلاق تصريحات الإدانة ووعود بالتحقيق عن جهة استخدام السلاح الكيمياوي وتهديدات فارغة لم ترتقي الى مستوى الحدث المأساوي. نرى ان الخيارات المفتوحة للتعامل مع النظام السوري وردعه عن سياسته العدائية للشعب وثورته هي:
اولا- التدخل العسكري المباشر للسيطرة على السلاح الكيمياوي لدى النظام. مع العلم ان روسيا اعطت وعوداً لاطراف دولية عدة بأن العوامل الكيمياوية لدى النظام تحت السيطرة.
ثانيا- فرض الحظر الجوي لتحييد الطيران ومنع استخدام الصواريخ والمدفعية تمهيدا لاقامة مناطق أمنة لحماية المدنيين في شمال وجنوب سوريا.
ثالثا- توجيه ضربات جوية وصاروخية على اهداف منتخبة لردع النظام ووضع حداً لسياسته العدوانية.
رابعاً- تشكيل تحالف دولي وعربي للقيام بعمل عسكري واسع لمساعدة الثوار على اسقاط النظام( نستبعد هذا الخيار خشية تحوله الى احتلال عسكري اجنبي)
خامسا- دعم الثوار بالأسلحة النوعية والمعدات الضرورية لخلق حالة من التوازن و التعجيل بتحرير سوريا من هيمنة النظام.

وفي الختام ينبغي أن لاتمر هذه الجريمة دون عقاب وذلك بتفعيل الجهود السياسية والعسكرية من اجل ردع النظام وأسقاطه وتحرير سوريا من بطش هذا النظام وتوجيه ضربة قاصمة للمشروع الصفوي التوسعي.

24 أب 2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق