الاثنين، 14 أكتوبر 2013

دور القيادة الموحدة في ثورات التحررالوطني

بسم الله الرحمن الرحيم 

مركز الثورة العربية للاستشارات العسكرية 

دور القيادة الموحدة في ثورات التحررالوطني 


وحدة القيادة من أهم مبادئ الحرب التي أذا ما طبقت وروعيت فأنها ستقود الى كسب الصراع السياسي والعسكري مع العدو ، والقيادة الموحدة تعني تفويض صلاحية القيادة السياسية والعسكرية بيد قائد واحد على المستوى الوطني وحركات التحرر الوطني لكون الكفاح والجهاد من اجل التحرير نضال سياسي وعسكري، اما على المستوى العسكري فأنها تعني قيادة وسيطرة قائد واحد على المجهود الحربي في مسارح العمليات الذي يضم قوات مسلحة ومقاومة وأنصار ومجاهدين وهو بدوره يفوض الصلاحيات الى القيادات الدنيا وفق أستراتيجية عسكرية موحدة. 

وحدة القيادة في معارك التحرير سواء كانت ضد احتلال أجنبي أو قوة غاشمة محلية مستبدة تستخدم القوة والعنف ضد الشعب تعني تقييم واحد للموقف وقرار موحد متماسك وخطة واضحة ومرجعية وطنية واحدة وضمان التنسيق بين القوات المسلحة والمقاومة الشعبية وباقي قطاعات الشعب. ولقيادات التحرير صفات من خلالها وبواسطتها قيادة المقاتلين في ظروف حرب التحرير المتغيرة والمتبدلة، ولكي يطاع القادة ينبغي أن يكونوا اخلاقيين وان يكون دافعهم أعظم من الطموح الشخصي مما يتطلب عقيدة وإيديولوجية و قضية محددة لتوضيح قرارات ودوافع ثورة التحرير. 

وللدولة الاسلامية منذ تأسيسها قيادة واحدة على مدار الزمن واختلاف المكان وتعدد المذاهب ، وكل قيادة سواها تستمد شرعيتها من متابعتها لهذه القيادة والالتزام بمنهجها والسير على طريقها. 

والقيادة الموحدة الناجحة لحركات التحرر الوطني تؤمن المزايا الأتية: 

اولا- التخطيط الجيد وفق المعطيات المتيسرة عن الجانبين الاول قوى التحرر الوطني والثاني قوى الاحتلال والأستبداد وحسب التصور الشامل للصراع. 

ثانيا- وحدة الجهد السياسي والعسكري وحشد القوى بالأتجاه الحاسم ولاسيما الحشد باتجاه تنفيذ معارك التحرير الكبرى وأستثمار النتائج سياسيا . 

ثالثا- الاقتصاد بالجهد حيث مهما بلغت الامكانات فالاقتصاد بالقوة يبقى مهما لمواجهة القوات المعادية المتفوقة مادياً ولمعالجة الحالات الطارئة . 

رابعا- تحقيق التعاون المثمر بين القوى الوطنية والفصائل في النواحي كافة في مجال تبادل المعلومات الاستخبارية والتسليح والتدريب واللوجيستك. 

خامسا- أنتخاب الاهداف المرحلية والنهائية بوضوح دون التباس او تداخل بين التشكيلات. 

سادسا- القيام بتنفيذ المناورة بالجهد الى القواطع المهددة ومعالجة الحالات الطارئة. 

سابعا- وجود القيادة الموحدة سيعزز الجانب المعنوي والنفسي للمقاتلين الذين باتوا يشعرون بانهم بأيادي أمينة. 

ثامنا- التنسيق الجيد بين القوى كافة ومعالجة حالات التقاطع والاشتباك. 

تاسعا- تأمين القيادة والسيطرة وأدارة الصراع دون تداخل وذلك من خلال غرفة العمليات الرئيسية التي تسيطر على الفعاليات في القواطع كافة وتتابع الموقف بدقة. 

عاشرا- موائمة واستثمار الموقفين السياسي والعسكري لصالح ادارة وكسب الصراع . 

احد عشر- تطبيق استراتيجية اعلامية موحدة وخطاب سياسي موحد وموجهة داخليا الى الشعب وخارجياً موجهه لكسب الرأي العام الدولي. 

أن ثورات التحرر العربية مدعوة في المرحلة الراهنة لتكثيف الجهود والسير نحو توحيد القيادة لما لها من مزايا عديدة لصالح الصراع مع المحتل والأنظمة المستبدة وتبقى القيادة الموحدة من المبادئ الرئيسية لادارة وكسب الصراع لصالح قوى التحرر . 


الفريق الركن صباح نوري العجيلي
9 اكتوبر 2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق