بسم الله الرحمن الرحيم
مركز الثورة العربية للأستشارات العسكرية
أستراتيجية الثورة السورية في ضوء الأتفاق الأمريكي – الروسي
تدخل الثورة السورية بعد الأتفاق الأمريكي – الروسي الخاص بنزع السلاح الكيمياوي منحى مهماً بعد أن توقع الثوار قيام المجتمع الدولي بمعاقبة النظام عن جرائم الحرب المرتكبة خلال مسيرة الثورة وآخرها استخدام السلاح الكيمياوي على الغوطتين الشرقية والغربية في ريف دمشق يوم 21 أب الماضي. وكان الأعتقاد السائد بأن أي عمل عسكري ضد النظام سيساهم في خلق حالة من الارتباك بين صفوف قياداته وقواته وشبيحته، ويعطي زخماً معنوياً لمقاتلي الثورة بمواصلة التقدم نحو تحقيق الأهداف المرسومة.
منح الأتفاق النظام فسحة من الوقت لكي يستمر بسياسية القتل اليومي الممنهج في عموم البلاد عبر أستخدام الأسلحة التقليدية المتطورة التي هي بالاساس تتفوق على أسلحة الثوار بالنوعية والكمية وحجم وقوة التأثير. لقد أختزل التحرك الدولي بعملية نزع السلاح الكيمياوي خشية وقوعه بيد الثوار بعد التحرير بينما جرى غض النظر عن مسألة النظام عن الممارسات والجرائم المستمرة بالأسلحة الاخرى منذ أكثر من عامين ونصف .
المرحلة القادمة من المراحل المهمة والدقيقة في عمر الثورة بعد أن أدرك الثوار أنهم لوحدهم في الساحة وأن المجتمع الدولي يتغافل عن المجازر والجرائم والدمار الذي يسببه النظام دون حساب.. وفي ضوء الموقف الجديد والمعطيات على الارض نقترح تقييم ودراسة الموقف السياسي والعسكري للثورة ووضع التصورات والحلول الممكنة للمرحلة الراهنة، ونعرض في هذا المجال التصورات الأتية والتي تشكل اللإطار العملي لإستراتيجية الثورة:
1- القبول بما حصل من إتفاق لنزع السلاح الكيمياوي لكونه أداة قتل جماعي لا يتوانى النظام عن أستخدامه ضد الشعب عند حراجة موقفه، ولم يكن الكيمياوي يوماً سلاح ردع لأعداء سوريا والأمة بل سلاح موجه ضد الشعب . وتماشيا مع خطة النزع نرى ضرورة المطالبة بفرض حظر جوي وإقامة مناطق محررة التي من المتوقع أن تقدم للثورة والشعب مزايا مهمة وتسهيلات بالحركة والمناورة وتحييد طيران النظام و تحديد تحركات قواته البرية وأستخدام قوته الصاروخية .
2- الأعتماد على النفس وعلى قدرات الشعب السوري والخيرين من أبناء الأمة وعدم التعويل على أي جهد دولي في ردع النظام و العمل على حسم الموقف على الارض مادام النظام مستمر بسياسته القمعية .
3- العمل المسلح على الارض متقدم على العمل السياسي ينبغي وضع استراتيجية سياسية للعمل الوطني داخلياً وعلى المستوى الدولي وأنتخاب قيادات وطنية مؤثرة تتمتع بقبول الشعب السوري وقادره على تمثيله بالمحافل الدولية والعربية .
4-وضع إستراتيجية عسكرية للثورة للمرحلة القادمة لتنظيم العمل العسكري ، والاستراتيجية العسكرية المعتمدة هي استراتيجية تحرير وطني أساسها أستنزاف قوات النظام في القواطع كافة .
5-الأجماع على وحدة ووضوح الهدف النهائي للثورة وهو تحرير سوريا من العصابة الحاكمة وإقامة حكم يقرره الشعب. ويترجم الهدف السياسي في الميدان الى كسر إرادة قوات وشبيحة النظام على القتال.
6- لايمكن لاي فصيل مهما بلغت أمكانيته من تحقيق التحرير لوحده والموقف يتطلب توحيد الجهود بانظمام التشكيلات في جبهات تحرير رئيسية قوية ومتماسكة عسكرياً وسياسيا بدلاً من حالة التفرق الحالية.
7- التركيز على أعتماد مبدأ وحدة القيادة التي تتولى التخطيط وتمارس القيادة والسيطرة على جهد الثوار وتؤمن التنسيق والتعاون بين الجبهات والتشكيلات في القواطع كافة.
8- تأسيس غرفة عمليات رئيسية وغرف عمليات مشتركة في القواطع لإدارة وقيادة وتنسيق العمليات.
9- مباغتة قوات النظام في الزمان والمكان والاسلوب والقيام بعمليات نوعية تفاجأ النظام وتستعيد المبادأة . كعملية تحرير الساحل على سبيل المثال لا الحصر.
10- التخطيط والأعداد لمعركة تحرير دمشق العاصمة معركة الحسم التي تتطلب توحيد جهود التشكيلات الرئيسية وتأسيس غرفة عمليات مشتركة وتهيأة مستلزمات المعركة. وينبغي وضع ألية تنسيق وتعاون للتشكيلات العاملة في العاصمة دمشق لأدامة الزخم والضغط على النظام في الوقت الحاظر.
11- تنفيذ عمليات نوعية كبرى لتحرير المدن والمحافظات الرئيسية في الشمال والشرق والجنوب السوري وأعلانها مناطق محررة، و تحرير المدن أن تحقق سوف يرفع المعنويات وتصبح المدن المحررة مناطق وملاذات أمنة للثورة والشعب.
12- العمل الجاد لرفع الحصار عن حمص العقدة الرئيسية والتي تمر منها طرق المواصلات الى محافظات الشمال والساحل السوري وقربها من الشمال اللبناني والبحر المتوسط.
13- درء الفتنة التي تقع بين التشكيلات العاملة كما حدث في إعزاز في ريف حلب مؤخراً وأعتماد مبدأ التحكيم من قبل هيئة حكماء لفض المنازعات والإشكالات والإحتكاكات التي قد تحصل بين التشكيلات العاملة.
14- المعاملة الحسنة مع الشعب وعدم السماح بالاساءة للمواطنين وفقدان الحاضنة الشعبية ، وينبغي تأجيل النظر بتشكيل محاكم ميدانية وإقامة الحدود الى أن يتم التحرير النهائي وأعادة تشكيل المؤسسات القانونية.
15- النفط والموارد الاقتصادية ملك للشعب ينبغي تسخيره لخدمة الشعب والثورة وبسيطرة مركزية وعدم التصرف الشخصي والمتاجرة به تحت أي مبرر كما هو حاصل في شرق سوريا.
16- بذل الجهود للحصول على أسلحة نوعية مضادة للطيران والدروع والعمل على تطوير ورشات تصنيع الاسلحة والذخائر وبمواصفات قياسية لكي نقلل الاعتماد على الخارج بتمويل السلاح.
17- الحذر من الأختراقات الامنية للثورة وتشكيلاتها من قبل المخابرات والأجهزة الأمنية وينبغي وضع خطة أمن وقائي للأفراد والخطط والعمليات.
18- نوصي بالتدريب الفردي على استخدام الاسلحة واللياقة البدنية والمغاوير والعمليات الخاصة لرفع الكفاءة القتالية والتقليل من التضحيات وتحقيق أفضل النتائج.
19- وضع الخطط للسيطرة على المطارات وشقق النزول التي يستخدمها طيران النظام بقتل الشعب وتدمير المدن.
20- حرمان قوات النظام من أستخدام طرق المواصلات الرئيسية بين العاصمة والمحافظات في الشمال والشرق والجنوب ومنع قواته من المناورة وحركة الاحتياط وحركة أرتال الدعم
اللوجستي وعرقلة تزويد قواته بمواد تموين القتال الرئيسية الطعام والوقود والاعتدة والذخائر والمياه.
21- تنفيذ عمليات تعرضية مشتركة من فصائل عدة ضمن القاطع الواحد ووضع ألية لتطبيق عمليات مشتركة في قاطع معين وعندما يكون الهدف المطلوب تحريره حيويا ًكما وينبغي وضع ألية لحركة الاحتياطات لنجدة التشكيلات العاملة عندما تتعرض للمواقف الصعبة.
21 أيلول 2013
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق