الثلاثاء، 29 أكتوبر 2013

سلاح الضعفاء في مواجهة الاقوياء العبوات الناسفة

بسم الله الرحمن الرحيم 

مركز الثورة العربية للأستشارات العسكرية 

سلاح الضعفاء في مواجهة الاقوياء 

العبوات الناسفة محلية الصنع في مواجهة الاحتلال الأمريكي في العراق 


*
العبوات الناسفة سهلة التصنيع ورخيصة الثمن وسهلة الإستخدام والأخفاء 
* 80% من الخسائر الامريكية كانت جراء العبوات الناسفة 
* كلفتها بسيطة ولكن تأثيرها المادي والمعنوي والنفسي قوي على العدو 


أستخدمت المقاومة العراقية الباسلة العبوات الناسفة محلية الصنع ضد قوات الاحتلال الأمريكي للتقليل من حجم التفوق المادي وللحد من فعاليات ونشاط تلك القوات وإلحاق أفدح الخسائرالمادية والنفسية والمعنوية بالأشخاص وتدمير واعطاب الأسلحة والمعدات والأليات وأخراجها من المعركة. وشكلت العبوات التحدي الاكبر لقوات الاحتلال الامريكي طيلة سنوات وجوده بالعراق، وهي تمتاز بسهولة صنعها ورخص كلفتها وسهولة حملها ونقلها وزرعها وصغر حجمها وأمكانية أخفائها عن أنظار العدو بمقابل حجم تأثيراتها القوية.
العبوات الناسفة المحلية الصنع وسيلة تقليدية مبتكرة تحتوي على كمية من متفجرات شديدة الانفجار مع وسيلة تفجير أو إشعال اولية قد تكون كهربائية اوكهرومغناطيسية أو ميكانيكية أوكيمياوية . يتولد عن تفجير العبوات طاقة حركية يتولد عنها غازات وحرارة عالية وضغط عال تؤدي الى أنصهار وتدمير الاسلحة والمعدات والعجلات وتفجير الأعتدة والمدخرات وتدمير الأجهزة الدقيقة وقتل وإعاقة الاشخاص.
لقد أبدعت المقاومة العراقية بأستخدام وسائل تفجير مبتكرة من خلال استخدام الهواتف النقالة واجهزة توقيت الغسالات الكهربائية ومفاتيح السيطرة اللاسلكية المستخدمة في أجهزة أمان
السيارات وفتح أبواب الكراجات واجهزة اللأسلكي المستخدمة في تشغيل سيارات لعب الأطفال واجهزة التحسس الحركي المستخدم في فتح ابواب الفنادق والمتاجر عند الاقتراب منها ، وغير ذلك من الوسائل المبتكرة.
ولمضاعفة حجم التأثير أستخدمت القذائف والقنابل والألغام وباقي الأعتدة من مخلفات الجيش العراقي وقناني الغازات المشتعلة لاشعال الحرائق ، كوسائل مضافة مع العبوات لمضاعفة التأثيرعلى قوات العدو ماديا ونفسيا ، وفي هذا المجال يقول مجرم الحرب      (رامسفيلد) وزير الدفاع الامركي في حينه (أن المقاتلين العراقيين غير أخلاقيين لأنهم أستخدموا قنابل من عيار 155 ملم مع العبوات الناسفة لمضاعفة الدماروالقتل).
زرعت العبوات في العراق على طرق تنقل أرتال القطعات والقدمات اللوجستية الساندة والاماكن القريبة من المعسكرات والثكنات وعلى طرق حركة ومرور الكمائن والدوريات الالية والراجلة وتم أخفائها بشكل متقن وباماكن غير متوقعة باغتت العدو وفرضت عليه تحديدات بالحركة والتنقل ، حتى حولت حياة الجندي الامريكي الى جحيم وخوف من القتل والإعاقة.
عند حساب الكلفة والتأثير لوجدنا كلفة عبوة ناسفة محلية الصنع لاتتجاوز على 50 دولار امريكي وعندما تنفجر على عجلة همر يستقلها 4 جنود فأن قيمة الخسائر الامريكية كانت لاتقل عن مليون دولار عندما يتم حساب قيمة العجلة وتعويضات القتلى وتكاليف الرعاية الصحية للمعاقين وعلى مدى سنوات طويلة.
وعندما تستخدم العبوات المزودجة التي يضاف لها قذائف والغام من مخلفات الجيش العراقي ووسائل تفجيرمضافة فأنها وبذات الكلفة أو تزيد قادرة على تدمير الدبابات وعجلات القتال المدرعة وكاسحات الالغام وبقيم عالية.
تقدر المصادر الامرييكية نسبة 80% من مجمل الخسائر الامريكية في العراق كانت نتيجة تأثير العبوات الناسفة. وأن الجيش فقد 40% من الأسلحة والمعدات والاليات كان معظمها جراء العبوات الناسفة. وخلفت العبوات العراقية جيش من المعاقين ومن اصحاب الامراض النفسية الامريكان والذين يتطلب علاجهم الوقت والمال والأمكانيات الصحية وهذا يرهق ميزانية الجيش الامريكي وعلى مدى الاعوام القادمة.
واستفادت ساحة أفغانستان من خبرات المقاومة العراقية في تصنيع وتعبئة عبوات الطريق الناسفة والعبوات اللاصقة والعبوات المزدوجة وأستخدمت على نطاق واسع ضد القوات الأمريكية وقوات الناتو.
لقد أستنفرت مؤسسات الأبحاث والتصنيع الامريكية لمعالجة هذا التحدي وتمكنت من تزويد القوات العاملة باجهزة كشف عن مواقع العبوات عبر الاقمار الصناعية واجهزة تشويش لتعطيل وسائل التفجير التي تستخدم الاشارات الكهربائية والكهرومغناطيسية، و قللت القوات الامريكية من حركة أرتالها وقواتها بشكل كبير وأًستخدمت طائرات النقل والسمتيات لنقل الاشخاص والأسلحة ومواد تموين القتال، وكلفت تلك الاجراءات ميزانية تمويل الحرب ملايين الدولارات.
29 أكتوبر 2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق