الثلاثاء، 10 ديسمبر 2013

الثبات والصمود في معارك التحرير القلمون إنموذجاً

بسم الله الرحمن الرحيم 

مركز الثورة العربية للأستشارات العسكرية 

الثبات والصمود في معارك التحرير 

القلمون إنموذجاً 

(ياأيها الذين آمنوا اذا لقيتم الذين كفروا زحفاً فلاتولوهم الأدبار )
*المبدأ في المعارك هو الصمود والثبات حتى نيل أحد الحسنيين النصر أو الشهادة.
* القاعدة في حروب التحرير الشعبية أدارة سلسلة من المعارك وباسلوب المناورة والكر والفر.
* قد تضطر الكتائب على التراجع الى مواضع قتال أفضل أونتيجة التفوق المعادي
* من أكبر الذنوب الأنسحاب وترك الكتائب الآخرى مكشوفة تقاتل منفردة كالذي حدث في النبك .
الأساس في معارك التحرير الثبات والصمود وكسر شوكة الاعداء وعدم السماح لهم بأستباحة الأرض والعرض و أرتكاب المجازر الوحشية كالذي يجري في قصبات القلمون( قارة والنبك). قد تضطر كتائب الثوار الى الانسحاب الى مواضع أفضل تعبويا وقتاليا او نتيجة التفوق المعادي الساحق ولكن المبدأ العام في حروب التحرير الشعبية أستمرار القتال من موضع الى أخر وادارة معارك أستنزاف طويلة الأمد حتى تحقيق احد الحسنيين النصر أو الشهادة.
والأنسحاب أو الحركات التراجعية أحد صفحات القتال الاربعة التقدم والهجوم والدفاع ومن ثم الانسحاب، ويقصد به مناورة وحركة تراجع تقوم بها القطعات في الميدان لأسباب عدة لاتنحصر بالتفوق المعادي وعدم القدرة على الاستمرار بالمعركة فقط بل يصبح الانسحاب أحياناً ضرورة للأنتقال الى مواضع أفضل من الناحية القتالية. وينبغي أن لايفسر الأنسحاب كذنب خطير ومعيب وهزيمة وضعف بالقتال وخلل بالقيادة أذا كانت هناك فعلا مبررات لهذا العمل الخطير. ونعرج هنا على ألاسباب والظروف التي تسمح للقوات بالانسحاب وقطع التماس بالعدو:
اولا- الانسحاب تحت ظروف معركة قاهرة يكون فيها التفوق لصالح العدو لتجنب أعطاء الخسائر غير المبررة.
ثانيا- تجنب خوض معركة خاسرة نتيجة الظروف القتالية واللوجستية غير الملائمة.
ثالثا-تجنب خوض معركة حاسمة يخطط لها العدو وهذا مبدأ أساس في حروب التحرير الشعبية.
رابعا- الانسحاب قد يتم الى مواقع دفاعية أفضل من الناحية التعبوية.
خامسا- قد يتم الانسحاب بعيدا عن انظار العدو بغية كسب الوقت لوصول التعزيزات والاحتياطات وتأمين الدعم اللوجيستي.
سادسا- الانسحاب التكتيكي قد يجري لأغراء العدو وسحبه الى مناطق قتل أعدت في وقت مسبق.
سابعا- قد يجري الانسحاب بالتنسيق مع القطعات الجانبية ومع تحركات القوات الصديقة لتجنب تعرضها للالتفاف والاحاطة.
ثامنا- قد يجري الانسحاب بعد أنتهاء المعارك لغرض أعادة التنظيم وسد النقص والتعويض والتدريب والراحة قبل زج الكتائب بمعارك أخرى.
أنواع الانسحاب
اولا- الانسحاب المدبر: الذي يعني الانتقال الى مواضع منتخبة جديدة تم أستطلاعها وتحديدها جيداً وفق توقيتات تنقل وبسيطرة تامة من القيادات على مختلف المستويات وبخطة مفصلة وأوامر واضحة. يجري مثل هذا النوع من الانسحابات عند تيسر الوقت وعندما لايكون هناك تماس مباشر مع قطعات العدو الامامية.
ثانيا- الانسحاب السريع :هو الذي يجري عندما تكون القوات بالتماس مع العدو و في ظروف المعركة وعندما لايتيسر الوقت الكافي للتراجع حسب توقيتات محددة . وهنا تبرز دور القيادات للسيطرة على القطعات والتراجع بأقل الخسائر دون ان يتحول الانسحاب الى هزيمة.
ثالثا- الأنسحاب غير المنظم( الهزيمة): أحد انواع الانسحاب التي تتمكن قوات العدو المتفوقة من أكتساح المواضع الدفاعية وتحويل الأنسحاب الى عمل غير منظم ويدعى بالهزيمة التي فيها تفقد سيطرة القيادات تماما وتتراجع القطعات بشكل غير مخطط له ولا مسيطر عليه وتكون فيه المعنويات منهارة وارادة القتال ضعيفة.
مبادئ الانسحاب
الانسحاب أخطر صفحات المعركة وأدراته تحتاج الى التخطيط السليم وفرض السيطرة في كافة المراحل، وهناك مبادئ من الضروري مراعاتها:
اولا- سبق النظر والتخطيط المسبق لكافة مراحل المعركة ومنها الانسحاب التكتيكي او التراجع الذي قد تفرضه متطلبات وظروف المعركة.
ثانيا- السيطرة ويتم ذلك من خلال وضوح الخطة والاوامر المفصلة والقيادات الميدانية الشجاعة وأدامة الفعاليات التعرضية من غارات وكمائن ودوريات وهجمات مقابلة وضربات نارية على قطعات العدو الامامية.
ثالثا- المعنويات تتأثر المعنويات بشكل كبير في عملية الانسحاب لذلك ينبغي ادامة المعنويات من خلال تواجد القيادات بين صفوف المقاتلين وادامة العمليات التعرضية وتأمين متطلبات المعركة وتوفير احتياجات المقاتلين من طعام ومياه وملابس وتجهيزات .
رابعا- بساطة خطة الانسحاب ومرونتها والتحسب لكافة الاحتمالات ووضع اساليب المعالجة.
خامسا- الحفاظ على أمن وسرية الخطة وتفاصيلها وسرية التوقيتات وطرق الانسحاب ومواقع المواضع الجديدة لمنع العدو من التدخل في عملية الانسحاب وتحويلها الى انسحاب غير منظم.
الانسحاب في حروب التحرير الشعبية
أساس العمل في حروب التحرير الوطنية يعتمد على عمل المجموعات القتالية صغيرة الحجم وبأسلوب الكر والفر وحرب العصابات وأستنزاف العدو بصراع طويل الامد، وعلى الرغم من وصول التنظيمات القالية الى مستوى كتائب وتشكيلات وجبهات تضم عدة تشكيلات يبقى الاسلوب هو ذاته، وقد تبرز الحاجة الى قتال الكتائب والتشكيلات بصورة مجتمعة عندما تفرض عليها متطلبات المعركة للقيام بالدفاع عن المدن والشعب وكذلك كسر الحصار والطوق عن المدن والقصبات ، ومهاجمة حواجز ومعسكرات العدو و تحرير المدن والقصبات والبلدات. المعركة مع العدو سجال وقد يفرض موقف قتالي يجبر الكتائب على التراجع الى مواضع قتالية جديدة نتيجة التفوق المعادي الكبير ولتجنب خوض معركة حاسمة يجبرنا العدو على خوضها دون الاعداد لها وتهيئة متطلباتها.
اولا- صلاحية أوامر الانسحاب تناط بالقيادة العليا حصراً ووفق تطورات الموقف.
ثانيا- وضع الخطط السرية للانسحابات التكتيكية التي قد تفرض على تشكيلات الثورة تتضمن مواقع التمركز الجديدة وطرق التنقل واساليب القيادة والسيطرة.
ثالثا- ينبغي أن يكون أنسحاب الكتائب مكلفاً لقوات العدو من خلال الانسحاب دباخياً بالنار والحركة وباسناد بقية القطعات والاشتباك مع العدو بسلسلة من مواضع الأعاقة والقتال حتى الوصول الى الموضع الرئيسي الجديد.
رابعا- حتى لايكون الانسحاب غير منظم وقد يتحول الى هزيمة ينبغي فرض السيطرة التامة على المقاتلين وتواجد القيادات في ساحة المعركة وان تكون هناك خطة واوامر واضحة وعزيمة على استمرار الفعاليات التعرضية وزرع الالغام والعبوات على طريق الانسحاب ورمي العدو بالنيران والقنص ونصب الكمائن واخراج دوريات القتال والاغارة على قطعات العدو ومهاجمتها من الأجنحة والمؤخرات.
خامسا – من أكبر الذنوب الأنسحاب من أرض المعركة وترك المجاهدين الاخرين يقاتلون منفردين ووضعهم في موقف صعب يسهل على العدو الانفراد والتنكيل بهم.
سادسا- الاهتمام بالبناء العقائدي والنفسي والمعنوي للمقاتلين .
سابعا- تدمير الاسلحة والمعدات والتجهيزات والوثائق تجنباً قبل الشروع بالانسحاب لتجنب وقوعها بيد العدو.
ثامنا- الانسحاب والتملص ليلا يكون اولا للكتائب بالعمق ومن ثم الكتائب الامامية بينما الانسحاب النهاري يجري بالعكس تنسحب الكتائب الامامية اولا باسناد القطعات بالعمق.
تاسعا- ينبغي أعادة التنظيم والترتيب واكمال النقص فورا ومعالجة جوانب الخلل لمعاودة التعرض على العدو وعدم القبول بالامر الواقع الجديد الذي أفرزه الموقف القتالي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق