بسم الله الرحمن الرحيم
مركز الثورة العربية للأستشارات العسكرية
الهجوم خير وسيلة للدفاع – الثورة السورية
* استراتيجية الهجوم الطريق الأقصر لبلوغ أهداف ثورات التحرير الشعبية.
* التعرض مبدأ يصلح في السلم والحرب لأنتزاع المبادرة من الخصم.
* الثورة السورية لن تبلغ أهدافها إلا بإستراتيجية الهجوم لتدمير فضاءات النظام.
* تحرير دمشق العاصمة يقع في مقدمة أهداف الثورة في المرحلة الراهنة.
*لم تحقق ثورة شعبية أهدافها عبر التاريخ بالدفاع المستكن.
في
العلم العسكري وفن الحرب قسمت العمليات الحربية الى العمليات التعرضية
والعمليات الدفاعية ، والتعرض يعني الخروج من المواضع والتقدم ومهاجمة
الخصم في المكان والزمان المحددين والاخلال في ترتيباته الدفاعية وأجباره
على الأنسحاب والتقهقر.
والهجوم يتطلب معرفة دقيقة بالمستوى
القتالي والتدريبي والمعنوي واللوجيستي للقوات المهاجمة و بالطرف الاخر
معرفة قوة العدو المدافع وترتيباته ونواياه ويتطلب كذلك الألمام بالطبيعة
الجغرافية لمسرح العمليات ومايقدمه من تسهيلات لقوات الطرفين.
وأستراتيجية التعرض تصلح في السياسة والحرب الغاية منها أنتزاع المبادأة من
الخصم ومفاجئته بالزمان والمكان والأسلوب وإجباره على أتخاذ خطوات غير
متوقعة و في غير صالحه.
والهجوم يعني المبادأة والمبادرة والمناورة
وحرية العمل ومباغتة العدو في المكان والزمان الحاسمين وأرباكه وشل قواته
وقياداته، والهجوم يعكس الجرأة والاندفاع والحماس والمعنويات
العالية
للمهاجمين والايمان الراسخ بالقضية ، وهو يعني الفعل القوي والمخطط له
جيدا و تهيئة الاستحضارات اللازمة بينما يكون الطرف المقابل في حالة ردفعل
وتلقي الضربات وحماية مواقعه التي يتواجد فيها. والهجوم الطريق الأقصر
والاسرع لبلوغ الاهداف عن طريق تدمير قوة النظام وكسر ارادتها على مواصلة
القتال.
والدفاع عموما يعطي مزايا ونقاط قوة للطرف الذي يلجأ
اليه من خلال الاستفادة من حاكمية الارض لإعداد الموضع دفاعي وتوزيع وأخفاء
القطعات وتعبئة الاسلحة وتأمين الحماية عبرالغوص تحت الارض ، لكن معنويات
واندفاع المدافعين بمرور الوقت تتأثر وستضعف ويتحول المدافعين الى الإعمال
الروتينية الرتيبة وبالتالي فقدان المبادأة بالعمل ويتحول الصراع الى طويل
الأمد وأستنزاف ذو تكلفة عالية من الناحية البشرية والمادية.
ثورات
التحرير الشعبية صراع عادل فيه يتطلب الإيمان بالله ومشروعية القضية
والتضحية والأندفاع ضد نظام مستبد يستخدم القوة الغاشمة للقتل الجماعي
وتدمير المدن والقصبات وتهجير وتجويع المواطنين لذلك سرعة الحسم مطلوبة
لتحقيق هدف الثورة والتقليل من تضحيات الشعب ولا يتم ذلك الا بالتعرض
والهجوم على قوات النظام وكسر إرادتهم على القتال. ولم تحقق ثورة شعبية
اهدافها عبرالتاريخ بالدفاع الساكن .
الثورة السورية تقترب من
عامها الثالث وقد توسعت تشكيلاتها أفقياً ودخلت مرحلة الحرب الطويلة الامد
والاستنزاف لكلا الطرفين، ومازالت الثورة بعيدة عن بلوغ أهدافها وهناك ميل
واضح للكثير من التشكيلات الى اللجوء الى حالة الدفاع والمراقبة والرصد
تحت غطاء (المرابطة) بينما قوات النظام بدأت بتعبئة جديدة تتلخص في جمع
قواتها وعدم الانتشار على مساحات واسعة والقيام بعمليات تعرضية في ريف دمشق
وحلب والقلمون .
نعتقد بان المرحلة الراهنة تتطلب وضع استراتيجية
جديدة للتعرض على قوات النظام في القواطع كافة لتحقيق اهداف الثورة وتحرير
سوريا، والهجوم يشمل نقاط القوة والمرتكزات التي يستند عليها النظام وفي
مقدمتها تحرير دمشق العاصمة المرتكز الاساس للنظام ،وأذا حررت العاصمة
سيتقوض نظام الاسد وبالتالي يتقوض مشروع ولاية الفقية التوسعي في المنطقة
وهذه مهمة كبيرة وعزيزة لسوريا والامة جمعاء.
ونرى ان تغطي الأستراتيجية الجديدة الاهداف الاتية:
اولا- تحرير المحافظات والمدن والقصبات ومواطنيها وبمقدمتها تحرير العاصمة دمشق ومدن وموانئ الساحل من قبضة النظام ومليشياته .
ثانيا- فك الحصار عن المدن الرئيسية حمص – الغوطة – بلدات جنوب وريف دمشق.
ثالثا-
تدمير قوة النظام ومنع أعوانه ومليشيات ايران وحزب الله والمليشيات
الطائفية العراقية من ارتكاب مجازر وجرائم حرب بحق الابرياء والاطفال كالذي
يجري في النبك وبلدات القلمون.
رابعا-- التعرض على مطارات النظام التي يستخدمها لضرب المدن وتشكيلات الثورة (الضمير والناصرية والمزة ودير الزور).
خامسا- التعرض على مقرات القيادة والقواطع وتشكيلات الصواريخ أرض – أرض.
سادسا- التعرض على خطوط المواصلات الرئيسية لمنع القوات والاحتياطات وقوافل الامداد من التنقل عليها.
سابعا-
الهجوم على مستودعات الاسلحة والذخائر والتجهيزات العسكرية لتموين تشكيلات
الثورة لمواصلة سير العمليات التعرضية حتى انجاز الهدف النهائي للثورة.
ولأنتقال
الثورة الى ستراتيجية الهجوم يتطلب توحيد الجهد والقيادة الموحدة والتخطيط
السليم واكمال الاستحضارات وتوعية قيادات الثورة ورجالها بأهمية العمل
التعرضي للنجاح وبلوغ الاهداف وحسم الثورة والتقليل من التضحيات وانقاذ
اللاجئين من معاناتهم الأنسانية. والتدريب الجيد والتثقيف العقائدي
والاعداد المعنوي والنفسي عوامل جوهرية تساعد على النجاح وتحقيق ألاهداف
بأقل الوقت والتضحيات .
8 ديسمبر/ كانون الاول 2013
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق