بسم الله الرحمن الرحيم
مركز الثورة العربية للأستشارات العسكرية
المليشيات العراقية والدور المستقبلي في منطقة الخليج العربي
* المليشيات العراقية أحد أدوات المشروع الايراني
* أستخدام المليشيات خارج الحدود يؤسس لنزاع طائفي خطير في المنطقة
* منطقة الخليج العربي أحد أهم مناطق أهتمام المشروع الإيراني
المليشيات
الطائفية العراقية تأسس بعضها في إيران خلال الحرب العراقية – الإيرانية
ومنها منظمة بدر التابعة للمجلس الاعلى وضمت في حينه عدد من اسرى الحرب
العراقيين وشاركت بالحرب الى جانب النظام الايراني ضد الجيش العراقي. أما
القسم الاكبر من المليشيات الحالية قد تشكل بعد ألاحتلال الأمريكي
وأنتهازايران والاحزاب الطائفية المرتبطة بها فرصة الفراغ الأمني وفتح
الحدود وحل الجيش العراقي ، وأبرز هذه المليشيات جيش المهدي المرتبط بمقتدى
الصدر وحزب الله العراقي وعصائب أهل الحق وثأر الله وغيرها والتي يمكن
القول بأن قياداتها ترتبط بمخابرات القدس الايرانية وقائدها قاسم سليماني.
ومارست المليشيات وفرق الموت القتل الوظيفي والتهجير والاختطافات بحق
العرب السنة تحديدا وفق مشروع مخابراتي ايراني للهيمنة على الشأن الداخلي
العراقي ، وقد أصدر الحاكم المدني الامريكي (بريمر) قرارا بدمج المليشيات
بالجيش الحكومة الجديد ومنحوا الرتب الكيفية دون مؤهلات علمية ومهنية لذلك
تهيمن المليشيات على القوات الحكومية في الوقت الراهن.
لقد بلغت
ذروة القتل والتطهير الطائفي الذي نفذته المليشيات وفرق الموت في عام 2006
أثر تفجير سامراء وكانت الجرائم ترتكب تحت أنظار قوات الأحتلال الامريكي
التي أرادت توظيف تلك المليشيات لمجابهة المقاومة العراقية التي أوقعت أشد
وأكبر الضربات بقواتها الغازية وكذلك سهلت قيام المليشيات بالأنتقام من
العرب السنة المناوئين للأحتلال وسياسته وبالتالي أدخال البلاد في الفوضى
الخلاقة.
وبأوامر وفتاوى ايرانية من المرشد علي خامنئي لدعم موقف
نظام بشار الاسد الحرج مهما كلفت الامور أوعز قاسم سليماني بأجتماع عقد في
العاصمة اللبنانية بيروت بارسال المليشيات العراقية الى سوريا تحت غطاء
حماية العتبات الدينية ومرقد السيدة زينب في دمشق. ولهذا الغرض شكلت لجان
تعبئة شعبية في المحافظات الجنوبية والفرات الاوسط لأستقطاب المتطوعين
وتقديم الحوافز والاغراءات ومن يجري تدريبهم في معسكرات الحرس الايراني
ومعسكرات حزب الله اللبناني بدورات قصيرة ومن ثم يتكفل حزب الله بنقلهم الى
جبهات القتال.
عملية أرسال المليشيات العراقية تجري بعلم وأشراف
الحكومة والاحزاب والجماعات الطائفية حزب الدعوة والمجلس الاعلى وحزب
الدعوة تنظيم العراق وجماعة مقتدى الصدر وحزب الفضيلة وهناك لجنة حزبية
مشتركة تتولى الأشراف وتهيئة المتطلبات الضرورية للعملية وبمباركة
المرجعيات الدينية والوقف الشيعي العراقي، ويتم تخصيص الرواتب الشهرية
للمتطوعين ومخصصات الأطعام والتنقل والرواتب التقاعدية لعوائل القتلى مع
تأمين مستلزمات القتال من سلاح وذخيرة التي لايمكن تأمينها الا من جهات
حكومية.
أنتظمت المليشيات العراقية العاملة في سوريا على شكل
تشكيلات سميت بلواء ابو الفضل العباس وفيلق اليوم الموعود ولواء حيدر
الكرار وقد كلفت بمهام الدفاع عن النظام وليس كما يروج له، فقد قاتلت
المليشيات في ريف دمشق والغوطة الشرقية وبرزة والقلمون وحمص وحلب الى جانب
قوات النظام والشبيحة وحزب الله، وقدمت تلك المليشيات الخسائر الكبيرة جراء
المعارك والاشتباكات الفعلية وليس نتيجة مهام الحماية والدفاع، ويجري
تشييع القتلى داخل العراق بمراسيم خاصة.
لقد أرتكبت تلك المليشيات
الفضائع والمجازر في مدن سورية عدة كان أخرها المجازر في النبك بالقلمون
السوري أستكمالاً لدور القتل والتطهير الطائفي الذي تمارسه في مدن العراق.
و الموضوع الذي نريد جلب الانتباه له هو عدم أعتراض أمريكا وروسيا
واسرائيل على تدخل وجرائم هذه المليشيات خارج الحدود لصالح النظام السوري،
في الوقت الذي تحذر من التنظيمات الأخرى التي تدعم ثورة الشعب السوري.
أستخدام المليشيات الطائفية وفرق الموت خارج الأراضي الوطنية يؤسس الى :
اولا - صراع طائفي خطير عابر للحدود بين السنة والشيعة وهذا ما تسعى له أمريكا وأسرائيل وايران.
ثانيا-
دور مستقبلي للتدخل في الشأن الداخلي لدول المنطقة وبالذات الدول الخليجية
التي تمتلك أقليات شيعية مثل المملكة العربية السعودية والبحرين والكويت
تحت غطاء نصرة المذهب ودعم المعارضة الشيعية .
ثالثا- المشروع
الصفوي أنتقل من مرحلة تصدير الثورة بالوسائل الناعمة الى أستخدام القوة
وأدواتها المليشياوية المسلحة للدفاع عن بقاء المشروع وركائزه في المنطقة.
تعد
منطقة الخليج العربي أحد أهم مناطق أهتمام المشروع الايراني الذي يسعى
لبسط السيطرة عليها، وأنظمة الحكم في ايران المتتالية مروراً بالشاه ونظام
ولاية الفقيه كانت أطماعها دوماً تستهدف المنطقة حيث يشكل موقعها على
الساحل الغربي للخليج أهمية جيوستراتيجية فضلا عن أمتلاكها أحتياطات نفطية
وغازية كبيرة.
لقد قام نظام الشاه بأحتلال الجزر الإماراتية
والأدعاءات المستمرة بعائدية البحرين الى ايران، ومثل دور شرطي الخليج
بمباركة امريكية وبريطانية، وأستمرت حكومة ولاية الفقيه بذات السياسية
العدوانية تجاه المنطقة وتصدير الثورة الايرانية الى دول المنطقة ومحاولتها
الهيمنة من خلال التغلغل في شعوب ودول الخليج العربي عبر سياسة التشيع
وتوظيف الدين والمذهب وزرع الخلايا النائمة التي تتحرك في الوقت المناسب
لزرع الفوضى والفتنة.
أن تنظيم وتسليح وتدريب المليشيات العراقية
وسيناريو أستخدامها وفق أجندة ايرانية في سوريا لدعم نظام قاتل لاعتبارات
طائفية ودفاعاً عن المشروع الصفوي الذي يشكل نظام بشار أحد ركائزه وأبعاده،
لانستبعد تكراره هذا السيناريو في دول أخرى. ومن مقدمات هذا التدخل قيام
مليشيا حزب الله العراقي بقصف مخفر العوجة السعودي في حفر الباطن والقريب
من الحدود العراقية – الكويتية بستة قذائف هاون يوم 20 نوفمبر 2013 وتصاعد
التهديدات بتكرار الهجمات على المملكة العربية السعودية، وكذلك أستمرار
السياسيين وقادة المليشيات بالتحريض وأطلاق التصريحات الخطيرة التي تستهدف
سيادة ووحدة دولة البحرين وتقديم الدعم للمعارضة البحرينية ذات الصبغة
الطائفية.
التوصيات
لكبح جماح المليشيات الطائفية العراقية
وعدم السماح للنظام الايراني من أستخدام أدواته الطائفية ضد منطقة الخليج
العربي نوصي بالاتي:
اولا- أمن دول الخليج جماعي تنهض بمسؤوليته
كافة دول وشعوب المنطقة، وينبغي التصدي للمشروع الايراني التوسعي وأدواته
وفق أستراتيجية موحدة.
ثانيا- دعم ثورة الشعب السوري للتصدي للتدخل الايراني والمليشيات العراقية وحزب الله وأفشال مخططاتها وأنهاك قدراتها.
ثالثا-
أسناد الثورة والمقاومة العراقية لكي يعود العراق الى حاضنته العربية
وينهض بالدور الوطني والقومي والتصدي للمشروع الايراني في العراق وفي عموم
المنطقة.
وفي الختام نرى أن أستخدام المليشيات خارج الحدود مؤشر
خطير يهدد الأمن الوطني والقومي لدول المنطقة ينبغي وضع الاستراتيجيات
الموحدة والشاملة لمجابه المشروع الايراني سياسيا وأمنيا وعسكريا وأجتماعيا
قبل فوات الأوان...والله الموفق
20 كانون الاول 2013
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق