بسم الله الرحمن الرحيم
مركز الثورة العربية للأستشارات العسكرية
الحوثيون في اليمن والدور المرسوم
تقييم عسكري
الحوثيون أو جماعة أنصار الله حركة سياسية مسلحة تأسست عام 2004 في شمال اليمن وتعد صعدة معقل الحركة التي تمتلك مشروعاً سياسيا ومذهبيا و قوة عسكرية وتبايع أماماً هو عبد الملك الحوثي.
تطالب الحركة ظاهرياً بإعادة حكم الامامة ومنح الحقوق للزيديين وخاضت هذه الحركة ستة حروب مع السلطة دون ان تحسم الحكومة الأمور الى صالحها. وخاضت حربا مع الجيش السعودي انتهت بأنسحاب الحوثيين من اراضي سعودية .
معاقل
الحوثيين ذات طبيعة جبلية وعرة تساعدهم على الدفاع عن المنطقة والقيام
بعمليات غير نظامية وحر ب عصابات وتؤمن الحماية من تأثيرات المدفعية
والدبابات وباقي الاسلحة النارية.
يقدم
النظام الايراني الدعم المادي واللوجيستي والتسليحي والتدريبي والأعلامي
للحوثيين الذين يشكلون أحد ادوات المشروع الايراني الطائفي في المنطقة.
تزايدت اهمية تحركات الحوثيين في المرحلة الاخيرة لبسط سيطرتهم على محافظات الشمال الغربي لليمن وأخضاع القبائل الى نفوذها والأقتراب من العاصمة صنعاء لمسافة 35 كم ضمن محاولات تأسيس الاقاليم التي أقرتها لجنة الحوار الوطني التي انبثقت بعد الثورة على نظام علي عبدالله صالح والتي أنهت أعمالها في نهاية شهر يناير /كانون الثاني الماضي.
مشروع جماعة انصار الله(الحوثيون) يتطور ويتوسع ويعمل وفق أجندة خارجية وبدعم ايراني واضح لأعتبارات طائفية ومذهبية تنتهي بدولة موالية على حدود المملكة العربية السعودية ولها نافذة على البحر الأحمر، أما الجانب ألامريكي فهو يغض الطرف عن تحركات وتسليح الحوثيين لصالح تحييد عمل تنظيم القاعدة في اليمن وشبه الجزيرة العربية.
تحليل المعارك الاخيرة
أندلعت الاشتباكات الاخيرة بين المسلحيين الحوثيين ورجال قبائل مدعومين من حزب الأصلاح اليمني وجماعات سلفية ،حيث
زحف الحوثيون من معاقلهم في المناطق الجبلية بأقصى شمال اليمن بأتجاه
مناطق قريبة من العاصمة صنعاء في محاولة لتوسيع مناطق الحكم الذاتي التي
يمكن ان يحصلوا عليها بموجب نتائج الحوار الوطني التي أشرنا لها سابقاً.
و لقد
تمكنت جماعة انصار الله من السيطرة على معاقل أل الاحمر في منطقتي الخمري
وحوث في محافظات عمران شمال اليمن بعد أن أجتاحت قصر شيخ مشايخ قبائل حاشد عبد الله بن حسين الأحمر، وبعد سلسلة من المعارك بين الحوثيين وخصومهم من السلفيين وال الأحمر في محافظات الجوف على الحدود السعودية وحجة على البحر الاحمر ، ومحافظة عمران في شمال صنعاء أضافة الى منطقة أرحب الواقعة على بعد 35 كيلومتر من العاصمة والقريبة من المطار المدني.
تناغمت معارك الحوثيين في اليمن مع المعارك التي تقوم بها مليشيا حزب الله والمليشيات الشيعية العراقية في سوريا وتحت لافتة واحدة (القتال ضد التكفيريين) بأعتبار تلك الاطراف أدوات مشتركة للمشروع الايراني في المنطقة والذي يستهدف السيطرة عليها تحت غطاء نشر المذهب.
الجيش اليمني الذي أضعفته ومزقته الولاءات وفقد مقومات قوته وهو يقف على الحياد ازاء هذه التحركات المريبة لجماعة الحوثيين.
وقفت وسائل الاعلام الموالية لايران الى جانب الحوثيين في معاركهم الاخيرة ووصفوها بالانتصارات ضد السلفيين والتكفريين.
أسباب تفوق الحوثيين على القبائل
اولا- الحوثيين أصحاب مشروع سياسي ورؤية موحدة وأستراتيجية بعيدة المدى بينما القبائل متشتة المواقف والمرجعيات.
ثانيا- التفوق بالتسليح والدعم اللوجستي والخبرة القتالية والتنظيم.
ثالثا- للحوثيين إمام و قيادة سياسية وعسكرية موحدة أوامرها ملزمة للقيادات الدنيا.
رابعا- وقوف بعض اوساط الجيش السابقة والموالية لحكم علي عبد الله صالح الى جانب الحوثيين ضد القبائل التي ساندت الثورة الشعبية.
خامسا- نجح الحوثيين من كسب واستمالة بعض الاوساط القبلية من قبيلة حاشد للوقوف معها ضد ال الاحمر.
الدعم الإيراني للحوثيين
تقدم ايران كافة اشكال الدعم السياسي والعسكري والمادي والإعلامي للحوثيين منذ بداية الحركة عام 2004 . حيث
يتم نقل الاسلحة والمعدات عبر طريق يبدأ من ميناء عصب الارتري ويلتف شرقا
حول الطرف الجنوبي من بحر العرب في خليج عدن الى مدينة شقراء التي تقع على
ساحل جنوب اليمن ومن هناك تنقل برا الى شمال مدينة مأرب شرقي اليمن وبعدها
الى محافظة صعدة شمال اليمن.
وقد أنشأت وحدات من الحرس الايراني في ارتيريا معسكرات لتدريب الحوثيين وتزويدهم بالسلاح بالقوارب عبر ميناء عصب الاتري والذي لابعد سوى كيلومترات قليلة عن ميناء ميدي اليمني.
وهناك عناصر
من حزب الله تتسلل الى صعدة لتدريب عناصر الحوثيين على السلاح والتدريب
التعبوي كما وأنشأت شبكة اتصالات داخلية مستقلة كشبكة اتصالات حزب الله في
لبنان. فضلا عن ارسال عناصر من الحوثيين الى ايران للاشتراك بدورات عسكرية وامنية.
وتأكيداً على تبعية الحوثيين الى المشروع الايراني فأن عناصر من الحوثيين تقاتل في الوقت الحاضر الى جانب نظام بشار الاسد ضمن المليشيات الشيعية التي تقاتل ضد ثورة الشعب السوري.
التحليل العام
اولا- أن معارك الحوثيين الاخيرة تؤشر الى مخطط خطير يستهدف وحدة الأراضي اليمنية ويعرضها الى التقسيم الى دويلات ضعيفة ومتناحرة.
ثانيا- تحركات الحوثيين الواسعة تستهدف اقامة دولة شيعية موالية الى نظام ولاية الفقيه الايراني على الحدود السعودية وستشكل تهديدا خطيرا لأمن السعودية وأمن الخليج العربي والبحر الاحمر.
ثالثا-
وحدة اليمن أصبحت اليوم في دائرة الخطر حيث تتزامن تحركات الحوثيين مع
الحراك الجنوبي الذي يتزعمه علي سالم البيض المدعوم من قبل ايران والذي يعمل على أنفصال الجنوب.
رابعا- غض الطرف من قبل الجانب الامريكي الفاعل في اليمن وعدم تحرك الجيش لبسط سيطرته يؤشر الى تواطؤ وتفاهم امريكي ايراني في أطار المؤامرة الامريكية الروسية لتقاسم النفوذ على المنطقة والتفاهم النووي الامريكي – الإيراني.
خامسا-
هناك مخطط أيراني خطير يهدف الى تحويل منطقة البحر الاحمر القريبة من
سواحل ارتريا الى منطقة نفوذ بحري ايراني يهدد أمن وملاحة المنطقة .
سادسا- تتناغم تحركات الحوثيين ومليشيا حزب الله والمليشيات الطائفية في سوريا تحت غطاء مقاتلة التكفيريين وبحشد اعلامي كبير يستهدف خداع الرأي العام الامريكي والاوربي ويتماشى مع سياسة مكافحة الارهاب الأمريكية.
التوصيات
- ينبغي عدم النظر الى تحركات الحوثيين الأخيرة الى مجرد نزاعات عشائرية بين القبائل بل يجب أن يحسب لها حساب لكونها تسير وفق مخطط يستهدف وحدة اليمن واقامة دولة طائفية حسب أجندة ايرانية تهدد أمن الخليج العربي والبحر الاحمر.
- ينبغي على دول وشعوب الخليج العربي دعم وحدة اليمن وأمنها وتمكين حكومتها الشرعية للوقوف بحزم بوجه المشاريع الانفصالية.
- مساندة ثورة الشعب اليمني لتطهير البلاد من الفساد والمحسوبية وتحصينها من المخططات الخارجية.
- تطهير القوات المسلحة اليمنية الوطنية ودعمها لبسط السيطرة على البلاد ومنع أقتتال الجماعات وتحجيم نفوذها.
- مجابهة المشروع الايراني الطائفي التوسعي مسؤولية شعوب المنطقة التي ينبغي ان تتخذ موقف قوي موحد ازاء ادوات ومخطط هذا المشروع التوسعي وفي مختلف الجوانب السياسية والعسكرية والامنية والاقتصادية والاجتماعية والاعلامية.
- دعم القبائل اليمنية بما يؤمن وحدة البلاد والدفاع عنه ومنع انخراطها في اقتتال داخلي وحرب أهلية..
9 شباط 2014
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق