الثلاثاء، 11 فبراير 2014

سلاح التجويع وحرب الإبادة الجماعية

                                          بسم الله الرحمن الرحيم 
                               مركز الثورة العربية للأستشارات العسكرية 

                               سلاح التجويع وحرب الإبادة الجماعية 

(ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين)  

لن يتوانى  الطغاة والأنظمة المستبدة من أستخدام الأسلحة ووسائل الدمار والإبادة كافة لأجل أجهاض الثورات والبقاء على سدة الحكم . ومن أحد الأسلحة الفتاكة سلاح التجويع ومنع الطعام عن المناطق الثائرة والمحررة لغرض تركيعها وأذلالها والنيل من إرادة وصمود الثوار وحاضنتهم الشعبية وبالتالي التراجع عن الثورة والخضوع الى سلطة الحاكم الجائر. 
وسلاح التجويع أحد اسلحة الإبادة الجماعية المتمثلة بأسلحة الدمار الشامل (النووي الكيماوي- الأحيائي والجرثومي)ويرتبط هذا السلاح الخطير بحاجة البشر البايولوجية والبقاء على الحياة . والتجويع يعد من جرائم الحرب ومن الجرائم ضد الأنسانية التي يفترض ان يحاسب مرتكبيها وفق القاون الدولي. 
وتشمل سياسية التجويع على الممارسات الأتية: 
اولا- حصار المدن وغلق المنافذ ومنع الحركة من والى المدينة. 
ثانيا- منع دخول المواد الغذائية والأغاثية. 
ثالثا-  قطع المياه والكهرباء. 
رابعا- منع وصول الوقود لتشغيل العجلات والمضخات والمكائن الزراعية ووسائل التدفئة . 
خامسا- منع أدخال المواد الطبية والادوية واللقاحات ومواد الأسعافات الضرورية. 
سابعا-  أتلاف وحرق المحاصيل الزراعية وأستهداف مخازن الغلات الزراعية(سياسة الأرض المحروقة) 
ثامنا- تدمير البنى التحتية من شبكات مياه وكهرباء وتصريف صحي وخدمات هاتفية. 
تاسعا-  تتزامن ممارسات الحصار والتجويع مع أستمرار القصف الجوي والمدفعي والصاروخي والبراميل المتفجرة  لتعطيل الحياة داخل المدن المحاصرة ومنع الناس من مزاولة أعمالهم اليومية وأضعاف معنوياتهم وأرادتهم على الصمود والبقاء. 
وسياسة التجويع قديمة في التاريخ تلجأ اليها الجيوش الغازية بعد حصارها للقلاع والمدن ومنع دخول المواد الغذائية لأجبارها على الأستسلام. وتستخدمها  قوات الاحتلال العسكري بعد محاصرة المدن والقصبات كأحد الوسائل القسرية لأخضاعها لسلطتها.  
 واليوم يستخدمها الطغاة للقتل الجماعي وإبادة الشعوب الثائرة كما هو الحال في الثورة السورية حيث فرض النظام الحصار على حمص وأحياء من العاصمة دمشق وريفها 
( المعظمية داريا - الغوطة الشرقية- جوبر- برزة مخيم اليرموك لللاجئين الفلسطنيين الحجر الاسود ) ومنع وصول الاغذية والأدوية  مما تسبب في أستشهاد المئات في حمص القديمة المحاصرة وأكثر من107 شهيد في مخيم اليرموك والحجر الاسود مع الالاف من الحالات المرضية نتيجة أنعدام الخدمات الطبية والغذاء، عدا الشهداء نتيجة العمليات المسلحة.  
وفي هذا المجال يتوخى النظام  من فرض سياسة التجويع والحصار عمل فجوة بين قيادة الثورة وأبناء الشعب الحاضنة ودفع المواطنيين على سحب تأييدهم  للثورة بسبب المعاناة الأنسانية خاصة عند الاطفال والشيوخ والنساء . وهذا الموضوع يشكل أشكالية كبيرة امام الثورة وتضعها أمام مسؤوليتها في توفير وسائل البقاء على الحياة للمدنيين في المناطق المحاصرة.  
التوصيات 
اولا-  ضغط المجتمع الدولي لفتح الممرات الأنسانية للمناطق المحاصرة في سوريا لإيصال المواد الغذائية والطبية والوقود وأخلاء المرضى. 
ثانيا- قيام الشعوب العربية والاسلامية بواجباتها الشرعية والانسانية  وتنظيم حملات أغاثة مسيطر عليها لإغاثة المدنيين في المناطق المحاصرة. 
ثالثا- انتقال تشكيلات الثورة الى حركة تحرير شعبية تقع على عاتقها مسؤولية تامين المواد الغذائية والادوية للمناطق المحاصرة وذلك بتوظيف الموارد الوطنية التي تسيطر عليها كتائب الثورة  لاسيما النفط  لدعم صمود المواطنيين . فضلا عن توزيع موارد الاغاثة التي تصل عن طريق الجمعيات الخيرية من البلدان العربية بشكل عادل ومنظم. مع مراقبة وضبط الاسعار في المناطق المحاصرة . 
11 شباط 2014 
      

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق