بسم الله الرحمن الرحيم
مركز الثورة العربية للأستشارات العسكرية
معركة الساحل السوري الثانية
- رصانة الموقف العسكري للثورة
- القدرة على التخطيط وقيادة المعارك الكبرى
- بوابة فتح دمشق
- أنهاء مشروع تقسيم سوريا
بعد معركة القلمون وتمكن قوات النظام ومليشيا حزب الله من السيطرة على مدينة يبرود القريبة من الحدود السورية – اللبنانية، باغت الثوار بشن معركة الساحل الثانية وتحرير مدينة كسب في ريف اللاذقية والسيطرة على المعبر البري مع تركيا وتحرير المرصد 45 في جبل التركمان وقصبة السمرة على ساحل البحر المتوسط وقسطل ومقتل هلال الاسد قائد مايسمى بقوات الدفاع الوطني. ومازالت المعركة مستمرة والتقدم متواصل نحو مدينة القرداحة معقل أل الاسد.
يعد فتح جبهة الساحل مجدداً نقلة نوعية في مسيرة ثورة تحرير سوريا من النظام المستبد حيث يشكل الساحل اهمية سياسية وعسكرية واقتصادية وأحد معاقل النظام وأعوانه الذين يشكلون قوام النظام الأمني والسياسي والعسكري للسلطة .
لقد باغتت معركة الساحل الثانية قوات النظام( جيش – قوات دفاع وطني – شبيحة)
وأربكت قياداتها وأجبرتها على المناورة بقوات من القواطع الاخرى بأسناد
طلعات الطيران الحربي لوقف تقدم الثوارباتجاه المدن الرئيسية للساحل السوري
.
تعكس معركة الساحل قدرة المجاهدين على المستوى السياسي والعسكري ورصانة موقف الثورة في مواجهة قوات النظام وأنهاء مشاريع تقسيم سوريا التي يروج لها ويهدد بها حلفاء النظام وبالذات ايران وروسيا .
تضم منطقة الساحل محافظتي اللاذقية وطرطوس ،وتتحدد اهمية الساحل الذي يمتد من الحدود التركية شمالا حتى الاراضي اللبنانية جنوبا بطول 35 ميلا بحرياً (65كم) تقريبا من ساحل البحر الابيض المتوسط بالأتي :
اولا- يشكل اطلالة سوريا البحرية على شواطئ المتوسط وساحة عمليات القوات البحرية السورية وانفتاح قواعدها ومنشأتها البحرية.
ثانيا- يضم الساحل الموانئ السورية بانياس واللاذقية شريان سوريا ذات الاهمية الاقتصادية والعسكرية والتي تمرعبرها أمدادات النظام بالسلاح والذخائر والوقود والمواد الغذائية .
ثالثا- منطقة الساحل احد معاقل النظام الاسدي والملجأ الاخير له ولأعوانه. وهي منطقة نفوذ الطائفة الحاكمة حيث تنتشر قراهم ومدنهم وبشكل خاص مدينة القرداحة سكن عائلة الاسد المتسلطة واعوان النظام من العسكريين والاجهزة الامنية والشبيحة المجرمين.
رابعا- تتواجد القاعدة الروسية في منطقة طرطوس وهي القاعدة الروسية الوحيدة على البحر الابيض المتوسط التي تقدم تسهيلات فنية ولوجستية للاسطول الروسي العامل، وتهديد هذه القاعدة سينعكس بالتأكيد على الموقف الروسي .
خامسا- تنتشر في المنطقة الغابات والبساتين والجبال الوعرة التي
تساعد على اختفاء االمجاهدين وتحركاتهم وتجمعاتهم ومناطق انفتاحهم
واسلحتهم ومعداتهم، وطبيعة هذه المناطق تقدم تسهيلات لعمل المجاميع الصغيرة
وحرب العصابات.
سادسا – السيطرة على الساحل البحري كاملا اوجزء منه سيسهل وصول امدادات الاسلحة والمعدات الى الثورة عبر البحر الابيض المتوسط .
دروس معركة الساحل
أبرز الدروس المستنبطة من معارك الساحل الجارية يمكن تحديدها بالاتي :
اولا- المعركة على المستوى العسكري عكست قدرة المجاهدين على التخطيط وانتخاب الاهداف والمناورة وفتح الجبهات الجديدة ورصانة موقف الثورة عسكرياً والقدرة على ادارة وقيادة المعارك الكبرى كمعركة تحرير دمشق.
ثانيا- امكانية قيادات الثورة على نقل النشاط العسكري الى معاقل النظام الرئيسية واحد اهم المناطق العسكرية البحرية والاقتصادية السورية ، وعكست القدرة على تحقيق مباغتة النظام بالمكان والوقت والأسلوب .
ثالثا- على المستوى السياسي يفرض الثوار قدرتهم على التحكم بالميدان ومجرى الصراع مما ينعكس ايجاباً على اسلوب تعامل النظام الاقليمي والدولي مع الثورة السورية بشكل منطقي وعادل.
رابعا- فتح جبهة الساحل يخفف الضغط على بقية الجبهات وبالذات جبهة دمشق والقلمون وحمص ويجبر النظام على نقل قطعاته وتخصيص جهد جوي لمواجهة المجاهدين في الساحل.
خامسا- معركة الساحل بوابة لفتح دمشق باذن الله لما لها من انعكاسات كبيرة على الموقف العسكري والسياسي للنظام وستعمل المعركة على تعزيز معنويات واندفاع الثوار واسناد الحاضنة الشعبية وتهيئة الظروف والبيئة القتالية لمواصلة الزحف والتحرير لاسيما وان تزامنت مع تسخين الجبهات الاخرى كجبهة درعا.
سادسا-
السيطرة على منفذ بحري لتسهيل مرور الاسلحة والمعدات العسكرية للتعويض عن
المواد عبرموانئ لبنان والتي تأثرت بسبب معركة القلمون ويبرود.
سابعا- أنهاء مشروع تقسيم سوريا وفكرة الدولة العلوية في الساحل.
الخاتمة
لقد أبدعت قيادات الثوار بجدارة بفتح جبهة الساحل مجدداً بعد معركة القلمون ويبرود لأهميتها من النواحي السياسية والعسكرية والاقتصادية وأنتزاع المبادأة وأرباك قوات النظام وقياداته ، وتعكس المعركة على قدرة الثوار على قيادة وادارة معارك التحرير الكبرى وتعد معركة الساحل بوابة لفتح العاصمة دمشق معقل النظام النهائي والتي تتطلب تسخير الجهود كافة من اجل تحريرها وحسم الثورة.
مقال رائع ، اللهم أربط على قلوبهم و ثبت أقدامهم و انصرهم على القوم الظالمين
ردحذف