الخميس، 18 سبتمبر 2014

السيناريو المحتمل لعمل التحالف الدولي ضد تنظيم داعش

بسم الله الرحمن الرحيم 

مركز الثورة العربية للأستشارات العسكرية 

السيناريو المحتمل لعمل التحالف الدولي ضد تنظيم داعش 

تعمل الادارة الامريكية بشكل دؤوب لجمع اكبرتحالف لمواجهة مايعرف بتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) بعدما بدأ مسلحوا هذا التنظيم  بتهديد المصالح الامريكية في العراق والمنطقة، وتضمنت استحضارات المواجهة  تصريحات متكررة للرئيس اوباما وشرح إستراتيجية المواجهة وأنعقاد مؤتمرحلف الاطلسي (الناتو) في بريطانيا  يومي 4و5 ايلول وزيارات مكوكية لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري في دول المنطقة وأنعقاد مؤتمرجدة الذي حضرته الولايات المتحدة و10 دول عربية وتركيا وأخيراً أنعقاد مؤتمر باريس يوم 15أيلول الجاري . وقد بلغ عدد الدول المشاركة في هذا التحالف 45 دولة والرقم في تصاعد محتمل فيما أستبعد النظامين الايراني والسوري من هذه الائتلاف.   
و الغاية المعلنة من هذا التحرك كسب التأييد السياسي والعسكري الواسع للإستراتيجية الأمريكية وجمع اكبرحشد عسكري لمقاتلة مسلحي التنظيم الذين جاؤا من روسيا ودول اوربية وعربية ومسلمة، يعتقد الامريكيون ومن رواءهم الغرب وحتى روسيا بانها فرصة ملائمة لتجميع هؤلاء المسلحين وتوجيه ضربة قاصمة لهم وتخليص دولهم الأصلية منهم. الا أننا نرى ان لهذا الائتلاف ستكون له مهام وإستراتيجية كبرى تتجاوز مهمة القضاء على تنظيم داعش الى عملية كبيرة محتملة لتغيير وإعادة ترتيب خارطة المنطقة.  
لقد أستوعبت إدارة أوباما درس العراق جيداً وكيف مرغت المقاومة العراقية أنف جنودها بالوحل والحقت بهم خسائر بشرية ومادية ومعنوية ونفسية لذلك لن تلجأ الى الحرب البرية وأرسال قوات الى العراق وستعول على الضربات الجوية التي لن تحسم المواجهة على الأرض مع تنظيمات مسلحة تعتمد إستراتيجية حرب العصابات لذلك تسعى تلك الادارة لتشكيل صحوات جديدة من أبناء المحافظات العراقية المنتفضة وتناط بهم قتال التنظيم على الارض. 
في ضوء التحرك والاستقطاب الدولي المكثف نعتقد ستكون المواجهة ضمن السياق والإطار الأتي: 
اولا- فتح مقر مسيطر يهيمن عليه الأمريكيون تكون مهمته تنسيق وادارة العمليات وتوجيه الجهود المشتركة لدول التحالف وتوزيع المسؤوليات. 
ثانيا- التركيز على حرب المعلومات والاستخبارات لجمع المعلومات عن المقرات القيادية ومواقع التنظيم وتمركز قواته وأماكن الأسلحة الثقيلة من دبابات ومدرعات ومدفعية واسلحة مقاومة الطائرات الغنائم من القوات العراقية في الموصل وتكريت وأماكن انفتاحها على الاراضي العراقية و السورية. ووسائل ومصادر جمع المعلومات ستكون متاحة من خلال الاقمار الصناعية وطائرات الاستطلاع والطائرات المسيرة والحرب الالكترونية ودوريات الاستطلاع العميق والمصادر المحلية المتيسرة. 
ثالثا- استخدام الطائرات المقاتلة والطائرات المسيرة التي تنطلق من شمال العراق ودول الجوار والبحر المتوسط  لضرب تجمعات ومقرات وتحركات الارتال وأصطياد قياداته العليا ، وتقديم الاسناد الجوي للقوات البرية والمليشيات والبيشمركة والصحوات وكذلك القيام بذات الادوار للجماعات السورية التي قررت قتال داعش. 
رابعا- السعي لتشكيل صحوات عراقية جديدة من ابناء المحافظات السنية التي سيطر عليها داعش (نينوى وأجزاء من صلاح الدين والانبار ) تحت مسميات جديدة حرس وطني وتسليحها وتجهيزها وتدريبها، ومن ثم تكلفيها بواجب مقاتلة ومطاردة داعش بعدما ثبت للأمريكان وحلفائهم صعوبة قيام الجيش العراقي الحالي والبيشمركة بهذه المهمة في الوقت الراهن. 
خامسا- تقديم الدعم اللوجستي وتسهيلات التدريب وتسليح  الجماعات السورية التي أبدت استعدادها لمقاتلة داعش داخل الاراضي السورية. 
سادسا- القيام بالعمليات الإنسانية والإغاثية كأنقاذ واخلاء اللاجئين والنازحين واقامة المخيمات وتقديم المساعدات الطبية والغذائية  . 
وخلاصة القول ستكون مهمة القتال والاشتباك على قوات الجيش العراقي الحالي والصحوات الجديدة والبيشمركة الكردية بينما سيكلف الجهد الدولي بتقديم الاسناد الجوي والمعلومات والاسناد اللوجيستي والتدريبي والتسليح والتجهيز. أما الدعم المادي ستكلف به وتقدمه دول الخليج العربي النفطية والتي ستفتح قواعدها وأراضيها وأجوائها أمام الجهد والحشد الجوي والبري للتحالف الدولي. وأن هناك تغييرات جيوسياسية وديموغرافية محتملة في المنطقة التي سيعاد ترتيبها وفق المنظور الامريكي والصهيوني. 
15 ايلول 2014

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق