الأحد، 15 سبتمبر 2013

الجيش الوطني وجيش السلطة

بسم الله الرحمن الرحيم 

مركز الثورة العربية للأستشارات العسكرية 

الجيش الوطني وجيش السلطة 



*الجيش الوطني جيش الشعب وصمام الوحدة الوطنية 

* عقيدة الجيش الوطني وطنية ومهمته الدفاع عن الوطن والشعب 

* جيش السلطة عقيدته أمنية ومهامه أمنية لحماية الطبقة الحاكمة 


الجيوش أحد مقومات الدول الاساسية وأحد أهم عناصر القوة الشاملة للدولة مهمتها الأساسية الدفاع عن الاوطان أتجاه التهديدات المعادية وحماية الشعوب من العدوان الخارجي. والمحافظة على الحدود الدولية والمياه الاقليمية والمجال الجوي للدولة. وقد تكلف القوات المسلحة بمهام السيطرة على الأوضاع الأمنية الداخلية عندما تخرج الأمور عن نطاق سيطرة قوى الأمن الداخلي وتكلف أيضاً بواجبات المساعدة في حالات الطوارئ التي تتعرض لها البلاد مثل الكوارث الطبيعية والزلازل والفيضانات والحرائق الكبيرة واخلاء واسكان اللاجئين 

وللجيوش عقيدة عسكرية تستمد من العقيدة السياسية الوطنية والتهديدات المحتملة وتترجم العقيدة العسكرية الى أستراتيجية عسكرية ترسم الخطوط العامة لخطة تنفيذ مهام القوات المسلحة المستقبلية. وللجيوش سياقات عمل ثابتة ذات تعاليم مهنية في نواحي القتال والتدريب واللوجيستك تعمل بموجبها القوات سلماً وحرباً وعلى المستويات كافة. 

من خلال طبيعة واستخدام الجيوش في العصر الحالي وعلاقتها بالشعب والحياة السياسية يمكن تصنيفها الى جيوش وطنية وجيوش السلطة الحاكمة وشتان بين الجيشين ، فالجيش الوطني ذو عقيدة وطنية وهو جيش الشعب وصمام الوحدة الوطنية لاينقاد الى سلطة جائرة أو حزب أوطائفة أو قومية ولايحابي كتل سياسية على حساب الأخرى ، وينظم عمل واستخدام الجيش الدستور الوطني الذي يكتبه ويقره الشعب. وللجيوش الوطنية قيادات مهنية تتدرج بالرتب 

والمناصب وتنتخب وفق معيار الكفاءة والمواطنة بعيدا عن المحسوبية والحزبية والولاء للحاكم وتعد الشعب مرجعيتها الاساسية.
يضم هذا الجيش عناصر من طبقات الشعب وخاصة الفقيرة والمتوسطة، ويمتاز بالأنظباط والألتزام بتنفيذ الأوامر العسكرية وحسن التعامل مع المواطنيين على مختلف توجهاتهم السياسية والدينية والطائفية والعرقية. 

لاتتدخل الجيوش الوطنية بالسياسية ولاتنحاز الى كتلة ما على حساب الكتل السياسية الاخرى ولاتشارك في واجبات قمع التظاهرات والاعتصامات وملاحقة المواطنين ولا واجبات الأمن الوطني الا في الحدود التي يقرها الدستور الوطني وبتفويض من مجلس النواب المنتخب من الشعب. 

للجيش الوطني عقيدة تدريب واضحة تستمد من العقيدة العسكرية و تغطي حاجة القوات المسلحة القتالية المستقبلية في مسارح العمليات. 

إما جيوش السلطة التي تعمل الانظمة الديكتاتورية والمستبدة على تأسيسها أو محاولة تحويل الجيوش الوطنية الى جيوش سلطة موالية للحاكم يستقوي بها على الخصوم السياسيين ويسخرها للبقاء في السلطة. وهذه المؤسسة العسكرية تختص في خدمة السلطة وحماية مؤسساتها ورجالها، ومهامها ذات عقيدة وطبيعة أمنية بحتة يكون العمل الامني من اولويات مهامها التدريبية والقتالية. وغالباً ما تكون ضعيفة في مواجهة القوات المعادية النظامية الخارجية. 

ولكسب ولاء القيادات والعناصر تهتم السلطة بعناصر هذه المؤسسة بشكل خاص وتمنحهم الامتيازات المادية والشخصية ويتم تجهيز القوات بأفضل الأسلحة والمعدات التي تساعدها على تنفيذ مهامها الأمنية. 

وقيادات جيش السلطة على مختلف المستويات يتم تعيينها وفق معيار الولاء المطلق للحاكم وحزبه السياسي وهذه القيادات في الغالب فاسدة وغير نزيهة مغامرة تتعامل مع الشعب بقسوة وعنف لدعم سياسية النظام الحاكم وكسب رضاه. ومن التجربة لايستبعد تمرد وأنقلاب بعض العناصر القيادية على الحاكم وتنفيذ أنقلاب عسكري وتستولي فيه على السلطة التنفيذية وتقوم بتعطيل عمل السلطة التشريعية . ويشكل فرض حالة وقوانين الطوارئ بيئة ملائمة لعمل عناصر وقوات جيش السلطة لممارسة سياسية القمع والأضطهاد ضد الشعب دون محاسبة قانونية. 

وتبرز جيوش السلطة بشكل خاص بالأنظمة الشمولية وحكم الحزب الواحد الذي يفرض عقيدته السياسية على عقيدة الجيش القتالية وينشأ مكاتب حزبية عسكرية داخل القوات تتولى التثقيف العقائدي والتنظيم الحزبي وتعميق الولاء للحزب وقياداته السياسية.
ولم تكتفي الأنظمة الديكتاتورية والعائلية بجيش السلطة الموالي فأقدمت على تشكيل جيش ثان من عناصر منتخبة من أقارب وعشيرة ومن سكنة مسقط رأس الحاكم تحت يافطة الحرس الجمهوري او الملكي او الحرس الوطني تكون مهمته الحماية القريبة لرأس وعائلة وأعوان الحاكم من ثورات الشعوب. ومن التجربة تنهار تلك التشكيلات عند غياب الحاكم. 

وفي المرحلة الراهنة تقدم الجيوش السورية والمصرية والعراقية مثالأ حياً لجيوش السلطة وأحزابها والتي تحولت الى أدوات قمع غاشمة بيد ألانظمة الحاكمة المستبدة ضد ثورات الشعوب، لقد أطلقت السلطات العنان لتلك القوات لتستخدم الالة العسكرية وأسلحتها التقليدية واسلحة الدمار الشامل بوحشية لقتل الأبرياء وتدمير المدن والقرى وشن حملات الاعتقالات والمداهمات وتحويل الثكنات العسكرية الى معتقلات لأبناء الشعب تمارس بحقهم شتى انواع التعذيب والتنكيل والأبتزاز وأنتهاك الأعراض وحقوق الانسان.
الأمة وشعوبها في أشد الحاجة الماسة الى جيوش وطنية ذات عقيدة وطنية تحمي الأوطان والشعوب وتدافع عنها ضد الأعداء والمتربصين، وأن تكون تلك الجيوش سيوف مشرعة بيد الشعب تصون العرض والشرف وتسهر من أجل كرامة وحقوق الانسان وترابط في سبيل وحدة وسيادة واستقلال ومكانة الأمة وكرامة وتطلعات أبنائها. 

13 أيلول 2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق