بسم الله الرحمن الرحيم
مركز الثورة العربية للاستشارات العسكرية
معركة القلمون والحسم الاستراتيجي
( ياأيها الذين أمنوا إذا لقيتم فئة فأثبتوا)
القلمون منطقة سورية حدودية مع لبنان ،تشكل السفح الشرقي لسلة جبال لبنان الشرقية وتمتد على الحدود اللبنانية بمسافة 40- 45كم ، ذات طبيعة جبلية وتلال ووديان وأحراش وتتحدد الحركة والتنقل على الطرق ، وتقسم القلمون الى محورين:
الاول: ويضم قارة ، النبك : جيرود، عسال الورد وهي مناطق محاذية الى منطقة عرسال اللبنانية والمؤيدة للثورة السورية.
الثاني: ويضم تلال الرنكوس ، الزبداني وصولا الى شبعا .
الأهمية الاستراتيجية للقلمون
لمنطقة القلمون اهمية استراتيجية وعسكرية يمكن تحديدها بالاتي:
اولا – سيطرتها على محور دمشق – حمص ومرور أوتوستراد حمص الدولي من خلالها وصولا الى مدن وموانئ الساحل السوري ذات الاهمية السياسية والعسكرية والاقتصادية للنظام.
ثانيا- تعد المدخل الرئيسي لدمشق من ناحية الغوطة الشرقية وهي منطقة تواصل وامداد بين المجاهدين في حمص ودمشق.
ثالثا- القلمون وبعد معركة القصير وتل كلخ اصبحت طريق الامداد الرئيسي للثوار من داخل الاراضي اللبنانية حيث تتاخم القلمون المدن اللبنانية عرسال وبعلبك التي يمر عبرها الدعم والاسناد الى الثوار في الداخل.
رابعا- الطبيعة الجغرافية لمنطقة القلمون تساعد المجاهدين على الاختفاء والانتشار وادارة سلسلة من المعارك الدفاعية التي تستنزف قدرات النظام ومليشياحزب الله ولمدة طويلة.
خامسا- المنطقة تحوي على مواقع ومنشأت عسكرية حيوية للنظام كمخازن الاسلحة والذخائر ومطارات الناصرية وضمير.
غايات ونوايا النظام
يتوخى النظام السيطرة على القلمون لتحقيق جملة من الاهداف بالاستفادة من البيئة السياسية الدولية والمؤامرة الروسية – الامريكية على الثورة والتمهيد لعقد مؤتمر جنيف -2 والمحادثات النووية بين الولايات المتحدة وحليفته ايران:
اولا- السيطرة على القلمون يؤمن السيطرة الكاملة للنظام على خطوط المواصلات بين العاصمة وحمص ومدن ومرافئ الساحل السوري مما يساعد على حركة الارتال والقوافل والاحتياطات ونقل الوقود والمواد الضرورية بين دمشق وهذه المدن.
ثانيا- تسهل للنظام من تأمين العاصمة وتساعد قواته على القيام بعمليات واسعة في الغوطة الشرقية المحاصرة وباقي بلدات ريف دمشق وبالتالي ابعاد التهديد المسلح عن دمشق.
ثالثا- يتوخى جيش النظام ومعه حزب الله حصار الثورة ووقف وعرقلة حركة المجاهدين والاسلحة والمواد الاخرى من الاراضي اللبنانية الى الداخل السوري.
رابعا- تعزيز موقف النظام التفاوضي في مؤتمر جنيف 2 .
خامسا- ابقاء التواصل مع مدن الساحل المعقل الرئيسي لاعوان النظام وشبيحته واجهزته الامنية من العلويين.
معركة قارة
تقع قارة في منتصف الطريق بين حمص ودمشق وهي معبر استراتيجي مهم وطريق تموين وشريان رئيسي بين يبرود وعرسال اللبنانية ، وهي مفتاح الدخول الى منطقة القلمون وفي حالة سيطرة النظام عليها سوف يؤمن طريق قواته الى المعقل الرئيسي للثوار في منطقة يبرود.
بعد تمكن قوات النظام وحزب الله من السيطرة على القصير ومن ثم حصار الغوطة ولاغراض سياسية ودعائية بدأ يروج الى معركة القلمون والحديث عن تحشيد مليشيات حسن
نصر الله للسيطرة على القلمون لاهميتها للساحتين اللبنانية والسورية. وشرع في الأيام الاخيرة بقصف منطقة القارة بالطائرا ت والمدفعية وتطويقها مما دفع الاهالي الى اللجوء الى مدينة عرسال اللبنانية، ومازالت قوات النظام تواصل حصارها وقصف القارة من الجو وبالمدفعية مع تطبيل اعلامي.
التحليل والتوصيات
1- القلمون منطقة جبلية ووعرة تقدم طبيعتها الجغرافية تسهيلات كبيرة للثوار على ادارة معركة استنزاف طويل الامد وتحويل المنطقة الى مقبرة لقوات النظام وحزب الله والشبيحة.
2- المعركة طويلة الامد ولايمكن للنظام وحزب الله من تحقيق الحسم العسكري السريع الذي قد يستفاد منه لدعم موقفه التفاوضي في مؤتمرات ومحادثات التسوية.
3- على الثوار وضع خطة محكمة لادارة معركة القلمون على اساس استنزاف العدو و الاستفادة من حاكمية ووعورة المنطقة والقيام عمليات الكر والفر وعمل المجاميع الصغيرة وحرمان الطرق والقنص واستخدام العبوات الناسفة على الطرق ومهاجمة العدو من الاجنحة والخلف ونصب الكمائن والقيام بالغارات وعدم الركون الى الدفاع المستكن.
4- ينبغي على الثوار خارج المنطقة وخاصة التشكيلات العاملة في دمشق وريفها، تقديم الدعم وضرب مقرات وقدمات قوات النظام والمليشيات من الخلف والاجنحة وقطع الطرق ومنع وصول الأمدادات.
5- الاستفادة من طبيعة المنطقة وسيطرتها بانشاء مواقع القتال وخنادق النار وملاجئ الحماية والمراصد والتقليل من تأثيرالقصف الجوي والمدفعي.
6- على تشكيلات المجاهدين في عموم القواطع في شمال وجنوب وشرق سوريا فتح جبهات جديدة لارباك النظام وقواته والتخفيف عن الثوار في جبهة القلمون . وبالذات على الثوار في الغوطة الشرقية التعرض على قوات النظام وفك الطوق وضرب القوات المعتدية من الخلف وقطع الامدادات عنها وايقاع الخسائر بها.
7- عدم الاكتراث للحرب النفسية التي يروج لها النظام واعوانه وكشف اكاذيبه وحديثه عن تحقيق نجاحات وهمية لاقيمة لها على المستوى الاستراتيجي للثورة ونتائجها على الارض.
18 نوفمبر 2013
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق