بسم الله الرحمن الرحيم
مركز الثورة العربية للأستشارات العسكرية
قرأة في الأتفاق النووي الإيراني – الأمريكي
تباينت
المواقف حول الاتفاق النووي الإيراني – الأمريكي الذي هو في واقع الأمر
أتفاق بين ايران ومجموعة الدول 5 زائد1، فيما عبرت الدول العربية وبالأخص
دول الخليج العربي عن قلقها وتخوفها من قيام امريكا باطلاق يد النظام
الايراني للقيام بدور شرطي الخليج . وحاولت ايران الإيحاء أمام الشعب
وحلفائها بأن المتحقق نصر كبير، وهلل المرشد الإيراني خامنئي ورئيس
الجمهورية روحاني بهذه الصفقة ووصفوا المفاوضين بالأبطال وجرى أستقبالهم
كالفاتحين. وذهب البعض الى وصف الأتفاق بأنه بمثابة أعتراف دولي بأيران
دولة نووية.
وقبل الشروع بتحليل هذا الأتفاق نعرج على الحقائق الأتية:
اولا-
الأتفاق تمهيدي ومجرد صفقة اولية أما الأتفاق بصيغته النهائية فيتطلب 3
سنوات من التفتيش والتحري والعمل وبعد إظهار النظام حسن النوايا وفتح
منشأته النووية أمام المراقبين الدوليين الذين سيفتشون ويتفقدون كافة
المنشأت والمصانع والمختبرات ومراكز الابحاث النووية السرية والعلنية والتي
ستخضع لبرنامج مراقبة مشدد.
ثانيا- الغاية من الاتفاق هو تعطيل
البرنامج النووي الايراني وتخفيض تركيز مخزون اليورانيوم بما يلائم الأغراض
السلمية وبالتالي منع ايران من تصنيع الاسلحة النووية.
ثالثا-
قدرة التخصيب الحالية والمخزون أكبر من احتياجات ايران الكلية للاغراض
السلمية وبالتالي ستضطر الى تعليق العمل بالعديد وغلق اغلب المنشئات
العاملة.
ثالثا- سيكون هناك دور فعال لمنظمة الطاقة الذرية
ومراقبيها بمتابعة ومراقبة النشاطات النووية الايرانية السرية والعلنية
وتخفيض تركيز المخزون من اليورانيوم الى تركيز مخفف لايتجاوز 5%.
رابعا-
يعاني الاقتصاد الايراني من تدهور كبير نتيجة العقوبات الدولية والحصار
الاقتصادي وعدم تصدير النفط مما انعكس على تدهور العملة الايرانية وصعوبة
الحياة المعاشية للشعب الايراني .
التحليل
نعتقد ان حقيقة
موقف النظام الايراني ضعيف وفي حالة تراجع وهذا الأمر هو الذي دفعه الى عقد
هذه الصفقة مجبراً وبالتالي حرمان ايران من تطوير وصنع أسلحة نووية الذي
تهدد بها وتردع الدول العربية حصراً، وبسبب المعطيات الأتية:
اولا-
أشكالية الاقتصاد الايراني وانعكاس تدهوره على الحياة المعاشية وكل مرافق
الحياة وانتشار الفقر والبطالة ،الأمر الذي أدى الى تملل الايرانيين
وازدياد المعارضين للنظام الذي فقد قواعده والتأييد الشعبي.
ثانيا-
الاموال المطلوبة للبرنامج النووي والبرامج التسليحية للجيش والحرس
والمتطوعين كبيرة ولاتستطيع الميزانية الايرانية من تأمينها.
ثالثا-
الأستنزاف الكبير الذي تعرضت له ايران في سوريا ولبنان لدعم نظام الاسد
وحزب الله بالأموال والأسلحة والذخائر والوقود فضلا عن تدهور سمعة نظام
ولاية الفقية وفضح مشروعه الطائفي الذي يغوص في الوحل في سوريا وايران.
رابعا-
تحسب ايران من أمتداد تأثيرالثورات العربية الى الساحة الايرانية الهشة
وسط تهميش القوميات ودعوات المطالبة بالحقوق ونمو حركات المعارضة
والأصلاحيين .
خامسا- أجبرت ايران على القبول بهذه الصفقة لانقاذ
مشروعها الصفوي التوسعي الذي بدأ يفقد قواعده في سوريا ركيزة المشروع على
البحر الابيض المتوسط، وبعد شعور نظام ولاية الفقيه بحراجة موقف حليفه بشار
الاسد الذي فقد زمام السيطرة بفعل صمود وتقدم الثورة .
سادسا- تزامن هذه الصفقة مع نزع السلاح الكيمياوي للنظام السوري يدل على
مأزق النظامين الايراني والسوري وبالتالي مأزق المشروع الصفوي التوسعي، وان
القبول بالصفقات جاء لإنقاذهما عبر التفاهم وتقديم التنازلات الى امريكا
والغرب والذهاب الى مؤتمر جنيف 2 للألتفاف والتأمر على الثورة السورية.
التوصيات
1-
كشف زيف الادعاءات والموقف الايراني المتراجع وفضح أساليب الحرب النفسية
والاعلامية حول الانتصارات الوهمية والمزعومة جراء الأتفاق.
2- القلق الذي أبدته بعض الدول العربية غير مبرر وينبغي مجابهة المشروع الايراني التوسعي وحلفائه بموقف عربي موحد وشجاع.
3-
دعم الثورة السورية والمطالبة بخروج حزب الله والمليشيات الطائفية
العراقية من الساحة السورية. والمطالبة بعدم تدخل النظام الايراني وحكومة
بغداد بالشأن السوري.
4-المطالبة بان تكون منطقة الشرق الاوسط خالية
من الاسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل بمافيها نزع اسلحة الدمار الشامل
للكيان الصهيوني .
د. صباح العجيلي
29 نوفمبر 2013
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق